لم يحمل السلاح يوما في وجه مواطن، ولم ينتهك حرمة أو حرية أحد.. فارس الحيان مدافعا عن د.عبيد الوسمي
زاوية الكتابكتب ديسمبر 10, 2010, 1:02 ص 1630 مشاهدات 0
عالم اليوم
ظاهرة عبيد..
كتب فارس الحيان
يتمتع د. عبيد الوسمي بشخصية تستحق الوقوف عندها لدراسة ما تمثله من رمزية ، فقد بدأ حياته طالبا نجيبا مستقلا في فكره وإرادته، ثم واصل تحصيله العلمي إلى أن حصل على شهادة الدكتوراه، وأصبح أحد أعضاء الجسم التربوي لكلية الحقوق بجامعة الكويت، فواصل تقديم رسالته بتعليم الأجيال معنى الحرية والعدل والمساواة ، كما واصل خدمة وطنه ومجتمعه من خلال المشاركة في القضايا المتعلقة بتخصصه سواء أكان ذلك من خلال المشاركة في الندوات أم البرامج الحوارية أو بالتعليق على القضايا الخلافية التي تشغل الرأي العام المحلي .
ويمكن أن نسجل للدكتور الوسمي بعض الجوانب الإيجابية والمستقيمة (والتي ظهرت في زمن أعوج) خلال مسيرته العلمية والسياسية والقانونية :
-1 إن من السهولة بمكان معرفة أن الدكتور عبيد الوسمي تولى زمام المبادرة والريادة في تقديم أعضاء هيئة التدريس بكلية الحقوق لآرائهم القانونية المتخصصة بشأن القضايا العامة بشكل مباشر ومستمر، ويشاركه في هذا الجانب عدد قليل منهم لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة ، بينما ينعم البعض الآخر بدفء الحكومة التي تغدق عليهم بالعطاء ما دامت تأمن شر آرائهم – إن كانت لهم آراء – ويمكن التدليل على ذلك من خلال استعراض أعضاء مجلس إدارة بعض كبريات الشركات المساهمة أو بالاطلاع على أسماء مستشاري بعض الوزراء، بل أن منهم من تستخدمه السلطة للدفاع عنها باطلا لتبرير أفعالها المخالفة للقانون، فينبري للدفاع عنها حقا أو باطلا، وأكثر من ذلك فإن منهم من يكون ملكا أكثر من الملكية.
-2 كما يعاب على الوسمي في هذا الزمن الأغبر أن قلبه ليس معلقا بالمال، وبذلك لن يجد من يود استمالته بهذا الطريق سبيلا لذلك، فالرجل قد اشتهر عنه إقامة المحاضرات في أيام الجمع لطلبته المتأخرين دراسيا دون مقابل من جهة عمله ، كما اشتهر عنه ترفعه عن مزاحمة اللاهثين وراء تحقيق بعض المزايا المالية من زملائه، كالانتدابات الخارجية والداخلية والمقررات الصيفية الإضافية.
-3 وأكبر جريمة ارتكبها الوسمي ولا يزال أنه يحمل في رأسه عقلا حرا مستقلا، فالرجل صاحب رسالة في الحياة، يحملها معه أينما حل، ولعلها كانت السبب في تعرضه للضرب المبرح بيد تحمل القمع قبل الفكر .
-4 مشكلة عبيد أنه يتكلم عندما تأكل القطط ألسنة البعض، وجل ما يهدف إليه بيان رأيه، فمن لم يعجبه ذلك فليأخذ برأي غيره إن وجد، فهو لم يحمل السلاح يوما في وجه مواطن، ولم ينتهك حرمة أو حرية أحد، ولم يخالف قانون، فسلاحاه الوحيدان قلمه ولسانه، مدفوعا بحبه لوطنه ، وحرصه على حقوق المواطنة والإنسان، فهل هذا كثير؟ أم يريدون صناعة أعداء من نوع آخر؟!
-5 يتعرض عبيد كما يتعرض آخرون يسيرون معه على ذات النهج إلى حملات منظمة تشنها عليه كل القوى التي يعريها فكره المستنير، ويكشف سترها، ويفضح بنموذجه ضعفها ومسلكها الفاسد.
ولعل الهم الذي يحمله عبيد ويحمله معه الكثير من أبناء الوطن ليس بجديد فقد جاء على ذكره شعراء الكويت الأوائل فهذا زيد الحرب ينشد قائلا:
الكويت أمي وعنِّي الباب مغلوقْ
يا من يقول الأم تطرد ضناها
بْلادي تْسد الدرب دوني بْطابوق
وزوْدن على الطابوق تردم حصاها
قزَّر شبابي بْحر دوم ما سوق
وْسخَّرت نفسي دايمن في هواها
وبين الرجا والياس ظليت مشبوق
وكم وقعتن منها شربنا غثاها
وْيوم استوت كالورد في حق مطبوق
واقبل ثمرها أقبلت في جفاها
اتقلط غريب الدار والغوش مفهوق
تحضنت الأجناب وحنا وراها
وختاما بودنا التأكيد أن هذا المقال يتناول الدفاع عما يمثله عبيد من رمزية، وما يقدمه من نموذج، وما يطرحه من أفكار سامية ومبادئ ومثل عليا، يأتي في مقدمتها حرية الرأي واستقلال التوجه، وحب الوطن وخدمته دون الالتفات إلى المقابل.
تعليقات