محمد العوضي يتمنى على ملك البحرين أن يأمر بحفظ قضية الشيخ وجدي غنيم ، لافتا إلى أنه لم يقف يوماً مع الغزاة ولا مع زعيمهم، وأنه تم إقحامه فى قضية لها أبعادها الانتخابية والبرلمانية

زاوية الكتاب

كتب 998 مشاهدات 0



وجدي غنيم... في وجدان ملك البحرين

محمد العوضي

عندما اعتقل الداعية والعالم الموريتاني محمد الحسن الددو قبل سنتين تقريباً في نواكشوط العاصمة الموريتانية وذلك قبل الافراج عنه بعد العملية الانقلابية، في تلك الفترة التي قضاها العالم محمد الددو في معتقله البائس ارتفعت أصوات جمع من الدعاة والعلماء والروابط الإسلامية في العالمين العربي والإسلامي تطالب وترجو السلطة آنذاك الافراج عن أحد أعلام المسلمين المسالمين، وأذكر منهم الدكتور يوسف القرضاوي والشيخ سلمان العودة والدكتور جاسم مهلهل وغيرهم. ذكرني بهذا الموقف ما حصل أخيراً للداعية الشيخ وجدي غنيم من أحداث ملتبسة وسريعة كان نتيجتها أن طُلب منه مغادرة البحرين بعد حياة «آمنة» مستقرة في بلد كريم مضياف، وأنا على يقين ان قرار البحرين في انهاء اقامة وجدي غنيم جاءت وفاءً وحباً وتقديراً للكويت حكاماً وشعباً، ولا أريد أن أسهب في تفصيل القضية من وجهة نظري وفي أبعادها الانتخابية والبرلمانية ودوائر الصراع السياسي واقحام وجدي غنيم في الموضوع حتى مع صحة ما نسب اليه، وإنما أريد في هذه العجالة التوجه بالرجاء والاسترحام وما يعرف في شريعتنا بالشفاعة الحسنة إلى جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل مملكة البحرين حفظه الله وأدام عليه الصحة وسدد خطاه إلى خيري الدنيا والآخرة.
فأقول: لن ينسى الناس ما قام به جلالة ملك البحرين، من اصلاحات سياسية واسعة ونوعية في فترة زمنية قصيرة، وقد لفت نظر المراقبين السياسيين والمفكرين والأحزاب والديبلوماسيين عامة تلك الخطوة الجبارة التي أقدم عليها جلالته ألا وهي الأمر بالافراج عن جميع المعتقلين السياسيين البحرينيين، كما عفا عن جميع المنفيين السياسيين وأرجعهم مكرمين معززين ليمارسوا نشاطهم السياسي، بل وصلت سماحة جلالته وسعة صدره أنه طلب إغلاق ملف رجلين سياسيين من البحرين مسَّا ذاته شخصياً قبل شهرين من خلال تصعيدهما لنشاط سياسي... وكلي أمل من جلالة الملك ان يكلل كرم عفوه الذي عرف عنه بحفظ قضية الشيخ الداعية وجدي غنيم والأمر بعودته لأولاده وأهله الذين رأوا في مملكة البحرين الأمن والأمان والحب، ولقد دار بيني وبين أخي العزيز سفير الكويت في البحرين الشيخ عزام الصباح مكالمة هاتفية مساء الخميس كان خلاصة رأيه انه لا يعرف وجدي غنيم وأن موضوعه قضية بحرينية سيادية، فذكرت له جهود وجدي غنيم الدعوية وآثاره الايجابية على الناس، ولقد سمعت وجدي غنيم في زياراته المتكررة في الكويت يقول: أنتم الكويتيون بسيطون واجتماعيون وطيبون تماماً كالشعب البحريني فكأنكم نسيج اجتماعي واحد... وكانت أكثر زيارات وجدي غنيم للكويت بدعوات من واجهات اجتماعية وخيرية مستقلة وشعبية، وأنا كنت أحد الذين دعوه وشاركتُ معه في محاضرة عامة غصت بالناس، وأنه منذ ثلاثة أيام كان في الكويت بدعوة من بعض رجال الأعمال وقضيته متداولة في الصحافة... ان التصعيد الإعلامي كان له الأثر على سير قضية الشيخ وجدي غنيم ومع ذلك صرح لجريدة «الراي» الكويتية اعتذاره للكويت حكومة وشعباً، وتصدر ذلك الاعتذار في موقعه الإلكتروني... اننا في الكويت، تجاوزنا خصومات وعداوات لدول عربية ومفكرين وأدباء وشعراء ورؤساء تحرير وزعماء أحزاب كانت مواقفهم غاية في القسوة أيام غزو العراق للكويت، فكيف بوجدي غنيم، الذي لم يقف يوماً مع الغزاة ولا مع زعيمهم، أعتقد أن سفيرنا الحبيب الشيخ عزام الصباح الذي استضافني في 19 رمضان الماضي لإلقاء محاضرة في السفارة الكويتية لأبنائنا الطلبة ومحاضرة في مسجد الفاتح لا مانع لديه من عودة الشيخ وجدي غنيم إلى مملكة البحرين وطي هذه الصفحة التي لا يحب أحد ان تطول عليها التعليقات والتبعات، ولا نملك في الختام الا حسن الظن والأمل بموقف جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة الذي يتسع وجدانه الطيب لأبناء بلده ولكل من أحب بلده البحرين واختارها موطناً له ووجدي غنيم أحد هؤلاء، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الراى

تعليقات

اكتب تعليقك