البغدادي: ماضي الكويت كله فقر وبؤس وشقاء
زاوية الكتابالبغدادي: ماضي الكويت كله فقر وبؤس وشقاء
كتب يونيو 10, 2007, 2:25 ص 566 مشاهدات 0
السياسة
أوتاد
من لطائف الافتتاحات الرسمية..!
من لطائف الافتتاحات الرسمية لمختلف المؤسسات أن لا أحد من الحاضرين , ولا
المسؤول الذي يقوم بالافتتاح الرسمي, من قص الشريط وخلافه, يهتم بمضمون
الخطاب الذي يلقيه هذا المسؤول! وأما الأخطاء النحوية فحدث ولا حرج ( من دون
علامة !!). ويفترض أن هذا الخطاب الرسمي يمثل توجهات الدولة, تجاه نشاط هذه
المؤسسة أو تلك, لكن لأن عملية الافتتاح مهمة روتينية, يحرص فيها المسؤول على
المظهر أكثر من الجوهر, فالخطاب ومفردات اللغة المستخدمة ليست بذات قيمة في
ذاتها. والدليل على هذا أنك لو سألت الجمهور عن مفردات الخطاب لما حصلت على
إجابة وافية, بل ليس من المبالغة القول, أن المسؤول نفسه يجهل الإجابة على
هذا السؤال! ولكن غالبا ما يتضمن الخطاب الرسمي جملا وعبارات لا معنى لها
سواء من الناحية المنطقية أو العقلية. ففي الخطاب الرسمي الذي ألقاه السيد
وزير الإعلام في يوم قرية البحار الكويتي, وسط حضور إعلامي وجماهيري كبيرين
وبحضور عدد غفير من وكلاء وزراء الإعلام لدول الخليج ( كل هؤلاء من أجل
افتتاح قرية يوم البحار الكويتي الذي ما عاد موجودا اليوم, والله تبذير في
غير محله, ومنذ متى كان البحار الكويتي يعيش في قرية). وليس هذا موضوعنا, بل
المهم ما قاله السيد الوزير, بأن ' لا حاضر لمن لا ماضي له'( يرجى التأكد
من مدى صحة اللغة). وهذه العبارة خطأ من أوجه عدة. العالم العربي وأفريقيا
يمتلكان ماضيا تاريخيا, ولكنهما من دون حاضر أو مستقبل. والولايات المتحدة
الأميركية ليس لها ماض, ولكنها تهيمن على الحاضر وتخطط لمستقبل العالم وليس
لأميركا فقط, وأوروبا تمتلك ماضيا عريقا وجميلا, وحاضرا قويا, ولكنها عاجزة
عن صياغة المستقبل بنفس القوة الأميركية, والصين تمتلك ماضيا عريقا أيضا,
ولكنها لم تنجح في تشكيل الحاضر وصنع المستقبل. وبالتالي فان القول بأن ' لا
حاضر لمن لا ماضي له' كما يقول السيد وزير الإعلام, عبارة مضللة, حيث ننتمي
نحن العرب إلى أمة ماضية, بلا حاضر أو مستقبل. ومن ناحية أخرى, هل الماضي
الكويتي جميل, وشديد الارتباط بالحاضر الذي نعيشه بعقلية لا تخلو من
الماضوية, ويعيشه أبناؤنا بالرفض الجينز بدلا عن الدشداشة كمثال. ولا يختلف
إثنان من العقلاء على أن ماضي الكويت البحري ليس جميلا على الإطلاق بما تضمنه
من فقر وقلة راحة وضنك عيش لمعظم الكويتيين. كما أن الماضي لم يساهم مطلقا في
تشكيل الحاضر الكويتي, إذ لا مجال للمقارنة بين أحوال الكويتيين الجيدة اليوم
وأحوالهم في حياة الفقر المدقع, اذ لم يكن الإنسان يضمن قوت يومه وقوت عياله
, حيث الحياة الخشنة بكل المقاييس, بل أن كويت الماضي لم يكن فيها وزراء
يقبضون مرتبا ومكافأة مالية سنوية مقابل لا شيء, حيث لا عمل حقيقيا للوزير,
مقارنة بوكيل الوزارة مثلا, أو الوكيل المساعد. باختصار الماضي الكويتي ليس
جميلا إلى الدرجة التي يتشدق بها الكويتي, ولم يشهد إنجازات إنسانية تتيح
مجالا للفخر الوطني, فضلا عن أن الحاضر في ظل إحصائيات تنامي نسبة الكويتيين
في سجل الجرائم ليس مشرفا على الإطلاق, بل ولا يدعو للفخر. ولا أدري كم هي
الكلفة المالية لافتتاح قرية يوم البحار الكويتي, أو الكلفة المالية لاستضافة
المسؤولين الخليجيين, لكن ما هو متأكد منه, هو أن الكلفة المالية عالية,
والظريف أنني لم أشاهد في الصور الرسمية المنشورة في الصحف, أي صورة لبحار
كويتي, إلا إذا كان المسؤولون في وزارة الإعلام من البحارة ونحن لا ندري.
بذمتكم هل حدث أن شاهدتم بحارا كويتيا لابس بشت, لو كان الأمر بيدي, لقمت
بتحنيط بحار كويتي, على الأقل يعرف الحاضرون شكل هذا البحار.
كاتب كويتي
[email protected]
أحمد البغدادي
الان-خاص
تعليقات