ناجي الزيد: ينعي اللهجة الكويتيه التي أصبحت نشازا لدى البعض
زاوية الكتابناجي الزيد: ينعي اللهجة الكويتيه التي أصبحت نشازا لدى البعض
كتب يونيو 10, 2007, 9:37 ص 579 مشاهدات 0
القبس
تجنيس البدون ومراعاة النواحي الانسانية في الموضوع - مع الاسف - لا يضع في
الاعتبار النواحي الامنية والاجتماعية.
'الوطن' نشرت عدة أمثلة الجمعة الماضية، ومنها ان من كانوا في موكب سمو الأمير
الراحل الشيخ جابر الأحمد اثناء تفجيره.. تم تجنيس اثنين منهم، اما الثالث فقد انضم
الى الجيش الشعبي العراقي، والرابع موجود في سوريا بعد استلام مخصصاته ومستحقاته
المالية والخامس استشهد اثناء حادث التفجير، لكنه كان قد أقر في كتاب انتسابه للجيش
عند بداية تعيينه، ان والديه متوفيان ليكتشفوا بعد تجنيس زميليه في الحادث حضور
والده من العراق مطالبا بالجنسية الكويتية.. اما السادس، فعليه قيود أمنية ولذا لم
يجنس هؤلاء الاربعة..
هذا غير التجاوزات الكثيرة والكبيرة في ملفات الارامل والمطلقات زوجات الكويتيين..
فهل يعقل اكتشاف ملفات تفيد بأن لبعض هؤلاء النسوة ابناء يصغرونهن بسبعة او ثمانية
اعوام، ليكتشفوا فيما بعد ان هؤلاء اشقاء قد سجلوا أبناء لهن طمعا بالجنسية.
كما يبدو ان هناك مطالبات لمكتب الشهيد تصر على تجنيس زوجات وابناء شهداء 'بدون'
ممن لا تنطبق عليهم المعايير الأمنية! والأدهى والامر هو اصرار المكتب على تجنيس
زوجة شهيد وهي مبعدة عن البلاد ومقيمة في سوريا منذ 17 عاما بسبب قضية حمل سفاح.
كل هذا نشرته جريدة 'الوطن' وهذا بلا شك غيض من فيض في هذا الملف المليء
بالتناقضات!
طبعا، انا مثل غيري نقرأ ونسمع مثل هذه الأمثلة، ونشعر بالانزعاج، فالجنسية هي ما
يميز الشعوب فاذا استهنا بها فلن يبقى للكويتي ما يميزه، فكل شيء اخترق وهمش حتى
العادات والتقاليد واللهجة الكويتية، لذلك نتمنى ان يكون هناك حذر وجهد مضاعفان
للتدقيق في عملية التجنيس، فلم يبق لمواطني هذا البلد الا الهوية، فكل ما يدور
حولنا كمواطنين هو سعي دؤوب لتذويب الهوية الوطنية وطمسها.. وشئنا أم أبينا لقد
نجحوا بذلك...
قطعا، هناك من يستحق الجنسية، وولاؤه للكويت واخلاصه لأهلها لا شك فيهما، واسهاماته
كبيرة، وهذه الحالات يجب ان يتم تجنيسها كشرف وليس كهبة، وهناك حالات واضحة لا لبس
فيها.. أما تجنيس من هب ودب والمتردية والنطيحة، فهذا أمر مرفوض تماما، وهذا شعور
كل كويتي غيور على مستقبل هذا البلد والهوية الكويتية..
لذا فرجاؤنا الحار، دون تجن على من يستحقونها فعلا وهم اهل لها، ان تحترموا الجنسية
الكويتية، ولا يكون مصيرها مصير لهجتنا الكويتية الحبيبة، لهجة آبائنا واجدادنا
التي نسمعها مهجنة وممجوجة في وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقروءة.
وكذا هي الحال في المدارس إلى درجة ان اللهجة الكويتية اصبحت نشازا لدى البعض،
وتهاونا بها لتصبح 'لهجة بيضاء'، كما اسموها.. وخوفنا أن تذوب الجنسية الكويتية
لتصبح كذلك!
د. ناجي سعود الزيد
القبس
تعليقات