ذعار الرشيدي يكتب عن رؤيته لمرحلة حرب كسر العظم بين عدد من أقطاب الأسرة ؟!

زاوية الكتاب

كتب 1563 مشاهدات 0



 
صراع الأجنحة.. سبب مشكلتنا 
 
الخميس 17 مارس 2011 - الأنباء 
 
لا يمكننا ان ندفن رؤوسنا في الرمال فيما يخص رؤيتنا للمشهد السياسي الحالي، فالكل أصبح يعرف يقينا أن المرحلة السياسية المقبلة هي مرحلة حرب كسر عظم بين عدد من أقطاب الأسرة، ومن لا يدرك هذا الأمر فإما أنه لا يعيش في الكويت أو أنه يعيش في عالم وردي حالم جميل. وللحقيقة انه وبعيدا عن شرح ما يعرفه 99% من الكويتيين عمن مع من، ومن ضد من، تبقى أمامنا حقيقة راسخة واحدة، هي أن صراعات بعض أقطاب الأسرة هي السبب الرئيسي في الأزمات السياسية المتلاحقة والاحتقان الذي تشهده الساحة منذ 5 سنوات، لم يعد الأمر يحتمل، ولم يعد باستطاعة بلدنا الصغيرة ان تحتوي هذا الكم الكبير من الصراعات على النفوذ والسلطة والمال، ولم يعد في مقدورنا أن نلقي باللائمة على الحكومة في كل شيء وإن كانت ليست برئية تماما، كما أن مجلس الأمة ببعض نوابه ليسوا بريئين من التخندق في معسكرات الأقطاب، بل إن بعضهم أصبح يلعب دورا رئيسيا في صراعات أجنحة الحكم، وبعضهم تحول من مجرد حطبة دامة في تلك الصراعات إلى لاعب رئيسي.

صبرنا عاما وعامين وثلاثة أعوام وأربعة وأكملناها خمسة، ولكن بس، خلاص، فاض كيل احتمال البلد، كل شيء أصابه الشلل، الرياضة والبورصة بل وحتى خطة التنمية بأكملها التي نعقد عليها أحلام التغيير، كل شيء توقف رهنا بدائرة مركز الصراع، الشعب لم يعد يحتمل تلك الصراعات بل ملّ منها إلى حد السأم، أسوأ ما في الموضوع أن كل الأجنحة المتنافسة تستخدم الديموقراطية في صراعاتها، لذا نجد أن الديموقراطية غايتنا أصبحت مجرد وسيلة للوصول، وهذا الأمر لوحده كارثة، كارثة أن تستخدم ديموقراطيتنا وأدواتها في تشكيل قواعد هجوم ضد الآخر، ومن يدفع فاتورة ثمن كل تلك الصراعات هو الوطن والمواطنون.

آن لهذه الصراعات أن تتوقف ولن أطالب في أن يكشف الجميع أوراقهم فالجميع، نعم الجميع، أصبحوا يعرفون أن مشكلة البلد السياسية تدور في فلك صراعات الأجنحة، فكفى، البلد لم تعد تحتمل أزمة أخرى ظاهرها الديموقراطية وباطنها صراع سياسي على النفوذ.
 
ذعار الرشيدي

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك