شملان العيسى يتحدث عن جمهورية الكويت الشعبية الإسلامية، ويقول ان الدولة تحولت الى شبه دولة دينية، فالفتاوى هي التي تحدد مواقف الحكومة تجاه القروض

زاوية الكتاب

كتب 1730 مشاهدات 0



جمهورية الكويت الشعبية الإسلامية
كتب:د. شملان العيسى
ذكر الدكتور خليفة الوقيان في كتابه المتميز الثقافة في الكويت ان إحدى الخرائط القديمة التي نشرها الكسندر جونستون 1871ـ1803 حملت اسم »جمهورية الكويت« اعتقاداً ممن اعدها ان النظام السياسي الكويتي جمهوري بسبب اشتراك المواطنين في اختيار حكامهم والتزامهم التشاور معهم في ادارة البلاد.. كما ذكر الدكتور خليفة ان الرحالة باكنجهام عام 1816 قولة »ويبدو انها ـ اي الكويت ـ كانت قد احتفظت باستقلالها ولايزال اهلوها يعرفون بين اهل الخليج بانهم اكثرهم حرية وشجاعة..
احفاد الرحالة الاوروبيون الذين يزورون بلدنا هذه الايام يتسائلون ماذا حصل للكويت؟ ولماذا تراجعت؟ ولماذا يسعى نوابها الى تحويلها الى »حكومة شعبية« بعد ان فازوا بالانتخابات وحققت لهم الحكومة كل ما يطلبونه من مشاريع مكلفة ومطالب شعبية غير معقولة؟ هل ستتحول الكويت الى حكومة شعبية بعد أن تتحكم بها اهواء الشارع ويمارس بها الجهلة واشباه الأميين الحكم عن طريق مجلس الامة.. الحكومة الشعبية التي يطالب بها النواب واحزابهم الدينية ستكون شعبية اسلامية لان حكومتنا التي من المفترض ان تدير البلد تنازلت عن حقوقها الدستورية وسمحت للنواب بالتدخل في كل صغيرة وكبيرة في شؤون السلطة التنفيذية بدون رادع من ضمير.
الحكومات الشعبية في الوطن العربي.. تأتي للحكم اما عن طريق انقلاب عسكري.. يطيح بالشرعية او عن طريق تسلم السلطة من خلال حزب قومي يحول البلد إلى حكومة شعيية تلغي وتصادر الحريات..
الحكومة الشعبية في الكويت لم تات عن طريق انقلاب عسكري او حزبي بل جاءت طواعية من خلال تخلي السلطة او الحكم عن صلاحياته لنواب الشعب ارضاء لمطالب الشارع..
نواب الامة الذين تسلموا السلطة استطاعوا تحقيق انجازات شعبية رائدة على المستوى الشعبي فهم (النواب) لا يطلبون من المواطنين اي شيء لا ضرائب ولا رسوم ولا داعي لدفع اسعار الخدمات للماء والكهرباء وغيرها ـ ومن يمرض من المواطنين يتم علاجه بالخارج في فصل الصيف هو وعائلته على حساب الدولة كذلك ليس مطلوباً من الشعب العمل والانتاج او الابداع.. كل المطلوب منهم حضور ندوات النواب في خيامهم والقيام بالمظاهرات ضد الحكومة امام مجلس الامة.. حتى وصل الامر بالنقابات الحكومية.. وهم موظفون المطالبة بالاضراب وارغام الحكومة على زيادة رواتبهم حتى ولو قاموا بالاضراب الكويت دستوريا من المفترض ان تكون دولة مدنية ديموقراطية لكن ما نراه اليوم من ممارسات نجد ان الدولة تحولت الى شبه دولة دينية فالفتاوى وليس القانون او الدستور هي التي تحدد مواقف الحكومة تجاه القروض واسقاطها ما يقوم به نواب الامة مع الاسف هو تخريب للبلد وهدر لاموالها ولا يمت للديموقراطية بشيء فالعديد من الدول الاسلامية مثل تركيا وماليزيا والبوسنة وبعض الدول في جنوب آسيا توجد فيها مجتمعات عصرية منتجة كيفت نفسها مع روح العصر فالمسلمون في هذه الدول او جدوا طرقا للعبادة والتقوى دون نشر الكراهية والبغضاء بين ابناء الشعب الواحد.
الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك