بعد مواقف عبدالصمد ومعصومة والمطوع.. د. فهد العازب لا يريد فزعة طائفية على حساب المنطقة

زاوية الكتاب

كتب 2680 مشاهدات 0


 

لا نريد فزعة طائفية

مملكة البحرين – حرسها الله – تمر في ازمة نسأل الله عز وجل ان يزيلها، ويحفظ حاكمها واهلها الصادقون المخلصون بخير، فقد تناولت الوسائل الاعلامية هذه الازمة من اتجاهات مختلفة كل بطريقته ومشربه فمنهم مؤيد لتلك المظاهرات والفوضى ومعارض لدخول درع الجزيرة الى ارض البحرين ومن اتجاه اخر هناك من يعارض المظاهرات ويؤيد دخول درع الجزيرة ويراه ضرورة لحفظ النظام وعودة استقرار الدولة وهيبتها وكذلك الحال لاعضاء مجلس الامة الذين تتقاذفهم امواج التأييد والمعارضة فمن المفارقات العجيبة لبعض اعضاء مجلس الامة ان يتحمسوا ويستنكروا اموراً خارجية وسياسة خارجية حتى يصل بهم التهديد والوعيد والاستجواب لمسؤولي وزارة الخارجية، واما ما يحدث في الكويت ولقضاياها الداخلية تجد الكثير منهم قد تغير خط سيره فليست لهم رؤى واضحة عن هذه القضايا بل يتذبذبون حسب ما تمليه عليهم الطائفية والفئوية، وبالمثال يتضح المقال.. النائب عدنان عبدالصمد له موقف معروف في تأبين «مغنية» الذي تلطخت يداه بدماء مواطنين كويتيين ابرياء فلم يرع عبدالصمد مشاعر مواطنيه وحضر عزاء «مغنية»، وكذلك موقفه من استجواب رئيس مجلس الوزراء بشأن طرح الثقة فيه تزامنا مع ضرب زملائه في ديوان الحربش، فلم يستنكرويشجب بنفس قوة استنكاره وشجبه لدخول قوات درع الجزيرة الى البحرين، ففاق استنكاره لأمور بلده الخارجية اكثر من الداخلية بل ويحذر من التحاق القوات الكويتية بدرع الجزيرة.
واما النائب عدنان المطوع الذي قال في لقاء في بعض الوسائل الاعلامية «بعد حادثة ندوة جمعان الحربش» لابد من فرض القوة – يعني في ضرب زملائه النواب – حتى تكون هناك سيطرة على الوضع ويخاف كل من تهم نفسه ان يفعل مثل تلك الفعلة «بينما ينكر ويشجب دخول درع الجزيرة لفض المظاهرات والفوضى في البحرين، فهو يرى صحة تعاطي وزارة الداخلية مع ندوة جمعان الحربش بخلاف فرض القوة في دوار اللؤلؤة فان هذا من الظلم والتعدي!!
مع ان القياس مع الفارق فان حضور ندوة جمعان الحربش من النواب والجماهيرلم يقطعوا الطرق ولم يشيعوا الفساد والفوضى ولم يتعدوا على املاك الدولة ولم يحاولوا ان يشلوا اقتصاد الدولة وليس لهم اجندات خارجية كما هو حال المتظاهرين في دوار اللؤلؤة!!
وكذلك الامر مع النائبة معصومة المبارك فقد دافعت عن الحوثيين عندما حاربهم «علي عبدالله صالح» ودافعت عن المتظاهرين في دوار اللؤلؤة ولكن لم يجد زملاؤها النواب نفس الدفاع عندما ضربوا في ديوان الحربش.
فهذه بعض الامثلة التي توضح لك ايها القارئ الكريم طريقة بعض النواب لتلك القضايا والتي لم يكن لها نهج واضح بل فيها المفارقات العجيبة فلا نريد الفزعة الطائفية على حساب مصلحة المنطقة فان هذا الأمر سيؤدي إلى ما لا تحمد عقباه وعلينا جميعا قول الحق حتى ولو على أنفسنا فالاعتدال والتوسط في طرح وجهات النظر يجعل القضية مقبولة عند الجميع.
***
استغرب مناداة بعض النواب ومطالبتهم بعدم التحاق القوات الكويتية لدرع الجزيرة بحجة ان قضية البحرين من الشؤون الداخلية.
الم يسمع هؤلاء النواب تحذير (لاريجاني) عند دخول قوات درع الجزيرة لحفظ الامن والاستقرار ان هذا التدخل العسكري (لن يمر دون ان تدفعوا الثمن) فلم نسمع من هؤلاء النواب استنكار ما قاله (لاريجاني)!!!
والأمر الآخر ان (آل خليفة) الكرام لهم موقف أخوي لن ينساه اهل الكويت أيام الغزو العراقي فقد دافعوا عن قضيتنا وكأن دولتهم الكويت- فلم ينظروا مثل الآخرين ان العراق سني او شيعي بل وقفوا مع الحق وليس مع الطائفة – أليس من العدل رد الاحسان بالاحسان.
ثالثا: ان ارسال قوات كويتية لدرع الجزيرة هو من اختصاصات سمو الأمير فليس لأي عضو من اعضاء مجلس الامة الحق في توجيه القضية في مجرى الطائفية أو الفئوية بل هو امر سيادي لصاحب السمو – حفظه الله.
وأخيراً إن تسابق النواب الى القضايا الطائفية لا يخدم سياسة البلد لا داخليا ولا خارجيا وينبغي ان تنخرط الكويت تحت منظومة الخليج العربي ولا تعزل نفسها خوفا من الطائفية – فإن أمن الكويت واستقرارها نتيجة حتمية لأمن الخليج العربي.


د.فهد عامر العازب 
 
 

 
 

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك