في مؤتمر احياء التراث:

 أكد نائب رئيس مجلس الوزراء للشئون القانونية وزير العدل ووزير الاوقاف المستشار راشد الحماد ان الامة الاسلامية تواجه تحديات كبيرة في المرحلة الراهنة على كافة الاصعدة مشيرا ان اخطر هذه التحديات هو العمل على بث الفرقة والتنازع بين ابناء الامة .
وقال الحماد في الكلمة التي القاها نيابة عنه وكيل الوزارة المساعد المهندس فريد اسد عمادي في المؤتمر الثالث للجنة الدعوة والارشاد بجمعية احياء التراث الاسلامية والذي اقيم تحت رعايته بعنوان 'الجماعة رحمة والفرقة عذاب ' قال : لا مخرج من حالة التنازع الا بالالتزام بالمنهج الاسلامي وتفويت الفرصة على الذين يبثون روح الفرقة والتنازع بين ابناء الامة .
واضاف قائلا : ان الكويت كانت وما زالت وستظل لجميع الكويتيين بعيدة عن التحزب او التشرذم لجماعة بعينها او لحزب او لتيار وذلك بفضل الله تعالى ثم بفضل الاعتصام بكتاب الله تعالى والتزام هدي النبي محمد صلى الله عليه وسلم .مبينا ان التجارب التاريخية التي عاشتها الكويت اثبتت اننا بحاجة الى نبذ الفرقة والاحتكام الى الاصوات العاقلة الرزينة التي تجمع ولا تفرق ، وسرد الكثير من النصوص الشرعية التي تدعو الى الاتحاد وتنبذ الفرقة في الوقت الذي عدد فيه مخاطر الفرقة والتنازع .
وشكر الحماد في نهاية كلمته لجنة الدعوة والارشاد وجمعية احياء التراث الاسلامي على جهودهما الدعوية ، داعيا الله عز وجل ان يحفظ الكويت واهلها وان يديم عليه نعمة الامن والامان في ظل القيادة الحكيمة لسمو امير البلاد وولي عهده الامين والحكومة الرشيدة .
نبذ الفرقة
من جانبه تحدث رئيس مجلس ادارة جمعية احياء التراث الاسلامي المهندس طارق العيسى مؤكدا ان الوحدة ونبذ الفرقة والاتحاد والاعتصام بالكتاب والسنة اصل عظيم من اصول الاسلام الحنيف التي دعت المسلمين الى الالفة والجماعة والبعد عن الفرقة والشقاق ، مستشهدا بالكثير من العبادات التي يؤديها المسلمون جماعة كالصلوات الخمس وصيام رمضان والحج وغيرها من العبادات الجماعية التي تبث روح الجماعة في الجميع .
واعتبر العيسى ان السعي الى وحدة الصف ورأب التصدع وتحقيق اجتماع المسلمين من اعظم ابواب الجهاد في سبيل الله تعالى ، مشيرا الى الكثير من انشطة الجمعية التي تصب في هذا الهدف ، في الوقت الذي بين فيه ان المؤتمر جاء استشعارا من الجمعية بالخطر الذي يحدق بالعالم الاسلامي بشكل عام .
وعدد العيسى جملة من الاسباب التي تؤدي الى وحدة الصف ولزوم الجماعة ومنها : تصحيح الاعتقاد والرجوع الى عقيدة السلف الصالح وتحكيم كتاب الله تعالى في حياة المسلمين والتزام سنة النبي صلى الله عليه وسلم .وحذر من الاسباب التي تؤدي بالامة الى الافتراق ومنها :البعد عن الصراط المستقيم للدين الحنيف والابتداع في الدين والجهل واتباع الهوى وتحكيم العقول في النصوص اضافة الى التعصب والتقليد ومخالفة منهج اهل السنة والجماعة .
 السنن الكونية
من جانبه تحدث استاذ الشريعة بالمملمة العربية السعودية دسعد الشثري الذي اكد ان لله تعالى في خلقه سنن كونية لا تتبدل ولا تتغير ومن هذه السنن وقوع الفرقة والتنازع بين الناس والتي يعقبها التشتت والتشرذم .وعرج الشيخ الشثري في محاضرته على حال العرب قبل مجئ الاسلام وكيف كانوا متفرقين متشرذمين ثم جاء الاسلام فجمعهم من فرقة وقواهم من ضعف ونصرهم من هزيمة وتحولوا في سنوات قليلة الى قوة ضاربة تهدد عروش القوى الكبرى .
وساق الشيخ الشثري الكثير من الامثلة القرانية والاحاديث النبوية التي تدل على تاليف القلوب معزيا ذلك الى الله تعالى الذي بيده مقاليد القلوب وانه المتصرف في كل ما فيها ومن فيها .وقال متسائلا :فالعرب هم العرب والناس هم الناس فما الذي تغير؟واجاب الذي تغير قلوب العباد ولا يقدر على تغيير القلوب سوى الله تعالى من خلال شريعته وقرانه وهدي نبيه صلى الله عليه وسلم.وقال : ومن السنن الكونية التي تجمع القلوب وحدة المعتقد القائم على القران والسنة ،الترفع عن المصالح الشخصية والهوى وتقديم مصلحة الجماعة على المصلحة الفرد، والتناصح في الله وغض الطرف ونشر سمة العفو ، ومن السنن الكونية التي تغير القلوب : الموالاة على غير اسس شرعية وان لا يكون هذا الولاء لقبيلة او حزب او مذهب او غيرها ، وبين ان من السنن الكونية التي تبث الفرقة كذلك عدم تعويد النفس على ما جاء في كتاب الله تعالى ، وعدم التخلق باخلاق الاسلام  .واكد الشثري ان الامة معرضة لغزو عام واذا لم تنتبه الامة فستدخل الفتنة كل بيت ويعم الفساد ،ونهى عن التخوف الزاد من القوى الكبرى وما عندها من الامكانات الهائلة وقال : نحن عندنا سنن لله في كونه تجلب النصر وتمحق الباطل مهما كان كبيرا او طاغيا ، وحذر من التنازل في الدين لاجل ممالقة العدو وقال : نريد رجالا كابي بكر يوم اوقف زحف المرتدين وهاجم الفرس والروم في ان واحد بقوة وعزة المؤمن الواثق بعهد ربه ونصرة ربه .
مفهوم الامامة في الاسلام
وفي المحاضرة الثانية من المؤتمر تحدث الشيخ ابراهيم الانصاري مبينا ان الامامة في الدين من اعظم اركان الاسلام ومن اعظم القربات الى الله تعالى وقال : الامامة واجبة في دين الله تعالى معددا الكثير من النصوص الشرعية الدالة على وجوبها ومدى اهميتها للناس .
كما اكد الشيخ الانصاري على اهمية السمع والطاعة لولاة الامر والتي بتركها يترتب الكثير من الفتن ، وقال :ان المظاهرات التي تعم بلاد المسلمين الان انما هي ابواب شر وفتن تفتح على الناس من الشرور ما الله به عليم .