السمكه: يدعو الجراح للاستقالة .. وإلا إقالته

الذي استنتج من تصريح وزير النفط في المقابلة التي اجرتها معه 'القبس' انه زلة لسان او بحكم تواضع امكاناته السياسية او حتى نوع من انواع السذاجة.. هو احد امرين: اما انه بعيد عن الاجواء السياسية او انه يتعمد تسويق مثل هذا الاستنتاج لانقاذ الوزير من ردة الفعل النيابية والشعبية على تصريحه هذا! اعتقد ان المتابع لقضية الناقلات منذ بدايتها لا بد ان يدرك ان تصريح السيد وزير النفط شيء مدروس وموزون بعناية من حيث الزمان والمكان، ومن حيث البعد النفسي ومدى تأثيره في السلطتين التشريعية والقضائية.. اضافة الى محاولة 'بلف' الشارع من خلال تصوير المسألة امام الناس وكأنها صراع سياسي!.. لكن القصة لم تضبط ولم تأت على هوى الرواة، بدليل ان الجماعة الذين وقفوا ضد الاستجواب ودافعوا عن الوزير بدأوا يبحثون لهم عن مخرج يرفع عنهم الحرج امام ناخبيهم في حالة استمرار الاستجواب او حل المجلس للسبب ذاته، وهو استجواب وزير النفط على موضوع سرقة اموال عامة عائدة للشركة الكويتية لناقلات النفط التابعة لإدارة السيد الوزير.. ساعتها ماذا عساهم ان يقولوا لناخبيهم؟! هل يقولون اننا وقفنا ندافع عن وزير النفط لانه يعمل على حماية المتهمين بسرقة اموال الناقلات وهي اموال عامة؟! طبعا هذا مستحيل. لذلك بدأ اعضاء الكتلة الاسلامية، باستثناء النائبين عادل الصرعاوي وفيصل المسلم اللذين وقفا منذ البداية ينكران على وزير النفط ذلك التصريح الخطيئة ويطالبان باقالته من الحكومة وهو موقف لاشك ينسجم مع مسؤولية المهنة النيابية والامانة الوطنية اللتين يلتزم بهما هذان الفاضلان، اما الباقون من اعضاء الكتلة وفي مقدمتهم اعضاء الحركة الدستورية فقد بدأوا يكشرون عن انتهازيتهم ويتراجعون عن موقفهم المؤيد للوزير بعد ان شاهدوا ان القصة 'صج'، وغير ممكن ان تنفع عملية خلط الاوراق والتمويه على الناس، فقد اتضحت الحقيقة وتعرى الكذب، وبات يوم الامتحان قريبا، يوم تبدأ الصناديق تستقبل الاصوات! الآن ما المطلوب بعد ان قدم الاستجواب رسميا، وحيث بدأت مؤشرات الموافقة على طرح الثقة تتزايد لتصل الى ما يفوق الحد المطلوب لسحب الثقة من الوزير ليصبح في حكم المستقيل؟!.. الا يعني هذا ان يبادر وزير النفط ويقص الحق من نفسه ويستقيل ليجنب نفسه والحكومة مربع طرح الثقة؟ واذا لم يفعل ألا يصبح من حق رئيس الحكومة إقالته ليجنب البلد ازمة تأخذ من الوقت والجهد ما نحن في غنى عنه.. ام ان قدر هذا البلد اصبح محكوما باجترار الازمات واحدة تلو الاخرى دونما نهاية؟!.. الله يستر. سعود السمكه سعود السمكه