ملتقى 'نظرة كويتية فرنسية إلى ذاكرة التاريخ' بالعلوم الاجتماعية

شباب و جامعات

1193 مشاهدات 0

جانب من الملتقى

تحت رعاية معالي نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ الدكتور محمد الصباح أقامت وحدة الدراسات الأوروبية الخليجية في كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت بالتعاون مع سفارة جمهورية فرنسا بالكويت ملتقى ثقافي سياسي تحت عنوان 'نظرة كويتية فرنسية إلى ذاكرة التاريخ'.

وفي هذا الصدد تقدم سعادة سفير فوق العادة مفوض ومدير إدارة مكتب نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية لدولة الكويت الشيخ الدكتور أحمد ناصر المحمد الصباح بأصدق مشاعر الترحيب للحضور شاكرا لهم مشاركتهم في هذا المؤتمر القيم الذي يجسد التعاون الفكري والثقافي بين دولة الكويت والجمهورية الفرنسية الصديقة، آملا بأن يشكل هذا المؤتمر خطوة فاعلة تسهم في ترسيخ مبدأ الحوار الثقافي والتبادل المعرفي بين المجتمع الكويتي والفرنسي خاصة وبقية المجتمعات على وجه العموم لما نتلمسه من حاجة ماسة لمثل هذه الحوارات والملتقيات القيمة بشخوص محاضريها.

وأعرب الصباح عن تشرفه بتمثيل راعي المؤتمر معالي نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ د.محمد صباح السالم الصباح حفظه الله، والذي كان يتطلع للمشاركة والانضمام في دعم هذه الفعالية الثقافية، متمنيا دوام التقادح الفكري الرامي لتشخيص أبعاد القضايا الهامة موضع التدارس والتباحث في جلسات الملتقى المعنية بـ 'النظرة الكويتية والفرنسية إلى ذاكرة التاريخ'.

وذكر أن الذاكرة اليقظة مطلب حتمي لاستحضار العبر والعظات من المفاصل التاريخية التي تجسد تفاعلات الأمم بعضها ببعض، وتضعها أمام استحقاقاتها موقفا ومبادرة، مبينا أنه تأتي محاور ملتقانا اليوم في جلساتها الثلاث لتتلمس تلك العلاقة الممتدة ما بين الماضي بموروثاته والحاضر بتحدياته والمستقبل بآماله.

وأوضح أن هذا الملتقى يقدم مساحة رحبة لتقارب فكري ثقافي كل من منظوره ووفقا لتخصصه كما يسمح بديمومة تواصلنا هذا تأسيسا على ما يطرح فيه من رؤى وتصورات للخوض في دراسات مستقبلية مستفيضة تعنى بالمقارنة وتحرص على المقاربة وتهتم بالنهضة الشاملة، مضيفا أن مضامين تلك الفعاليات على تفردها وتخصصها مصدر ثراء ينبغي الأخذ به واستخلاص نتائجه والعمل بما أمكن ن مقرراته.

وقال الصباح ' وإذ نتطلع لفعالياتنا الثقافية هذه فإننا نستحضر شركاءنا فيها الجمهورية الفرنسية الصديقة متشاركين معها في كل القيم والمبادئ الإنسانية الجامعة والعلاقة التاريخية النابضة بشواهد صداقة حقيقية مستمرة، مقدرين ما تحظى به الجمهورية الصديقة من حضور وزخم كبيرين على الساحة الدولية بشكل عام وفي منطقة الخليج بشكل خاص، من خلال إسهامات ثقافية وتربوية وعلمية حيوية في دولة الكويت وعلى امتداد خليجنا العربي مما يؤمن موروثا نتشارك فيه جميعا أثرا وتأثرا'.

وتقدم الصباح بخالص الشكر والتقدير إلى وحدة الدراسات الأوروبية – الخليجية في كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت على تنظيمها لهذه الفعاليات القيمة، وكذلك سفارة الجمهورية الفرنسية الصديقة بدولة الكويت، وأيضا شكر جامعة نيس صوفيا أنتيبوليس، والمعهد الفرنسي في الشرق الأوسط، والمدرسة الفرنسية في دولة الكويت، متمنيا للجميع دوام التوفيق والنجاح بما يثري ويفيد.

ومن جانبها ذكرت سعادة سفيرة الجمهورية الفرنسية في دولة الكويت أ. ندى يافي ان الكويت في هذا الشهر احتفلت بثلاث مناسبات تاريخية وهي الذكرى الخمسون لاستقلال دولة الكويت، والذكرى العشرون لتحرير دولة الكويت من الغزو العراقي، والذكرى الخامسة لتولي حضرة صاحب السمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه مقاليد الحكم.

وبينت يافي أن القسم الثقافي في السفارة الفرنسية بالتعاون مع كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت نظموا هذا الملتقى للتحدث عن الذكرى والذاكرة والأمور المختصة بالاحتفال بالذكريات، وكل هذا لتعميق العلاقات الثقافية ما بين فرنسا والكويت بمختلف المجالات ليتشاركوا بالتفكير وليعمقوا الحوار والعلاقة ما بين هاتين الدولتين، مشيرة إلى قصر وقت الملتقى بالنسبة للمواضيع التي ستتم مناقشتها.

وأضافت انه تم التطرق خلال الجلسات إلى الأمور والنقاشات الحالية التي تدور بفرنسا، وقد شارك في الجلسة الثانية 3 باحثين من أهم الجامعات الفرنسية تطرقوا خلالها الى الدور الذي تلعبه وسائل الاتصال الجديدة بالذاكرة (التلفزيون والسينما) في بناء الذاكرة لا المسارات التاريخية، وتم التركيز على الحوارات والنقاشات الحالية التي تدور في فرنسا المتعلقة بالاستعمار والتحرر من الاستعمار في نطاق مجتمعات متعددة الثقافات.
وفي الجلسة الأخيرة تناول المشاركون موضوع حروب الذاكرة في الجزائر ولبنان والتبعيات الحالية، وركزت ان هذه المحاضرة بدعم من وزارة الخارجية الفرنسية والتي تقوم بدعم الكثير من الندوات والموائد المستديرة التي تركز على ترويج هذا الحوار والأفكار والتبادلات بين المثقفين الفرنسيين وغيرهم من الأجانب.
وتمنت أن تصل المجتمعات إلى حوار وتفاهم مشترك لتحليل الأفكار المختلفة، مشيرة إلى ان هناك عدد من المؤسسات الفرنسية التي ارتبطت بتنظيم هذا الحدث منها جامعة نيس صوفيا انتيبوليس والمعهد الفرنسي في الشرق الأوسط والمركز الوطني للبحوث العلمية والمدرسة الفرنسية بالكويت.

ومن جهته ألقى عميد كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت أ.د. عبد الرضا أسيري كلمة قال فيها: إذا كان الحوار السياسي مستمرا بين دول الخليج وأوروبا من خلال التمثيل الدبلوماسي والزيارات المكثفة، فإن الحوار العلمي البناء بين باحثي الجانبين ومؤسساتهم ينتظر أن تقوم دعائمه على أسس متطورة جديدة، تهيئ للأجيال المتعاقبة سبل التواصل الفاعل والفهم العميق، لتنطلق مسيرة البحث ضمن دائرة الاهتمام المشترك لخدمة العملية التعليمية وتعميق مجالات الترابط الثقافي والسياسي في المجتمع وتأصيل الأسلوب العلمي في التفكير.

وأكد أسيري أن كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت ضمن الإطار العام لرسالتها وهدفها في التنمية المجتمعية الشاملة، تسعى لمواكبة القفزات التكنولوجية المتسارعة والتواصل مع المؤسسات الأجنبية لمد جسور التعاون الفكري والثقافي والأكاديمي، حرصا منها على إثراء العملية التعليمية والتربوية ودعم مسار التنمية المجتمعية، مضيفا: جمهورية فرنسا الصديقة تعد من أهم مصادر المعرفة والثقافة في العالم، والكلية حريصة على استمرار التواصل والتعاون معها بهدف الاستفادة من الميادين المعرفية المتنوعة لدى جامعاتها ومؤسسات الفكر بها، لننطلق إلى ميادين أكثر رحابة ورسوخا تمثل مجالات حية لتعاون حقيقي بين الباحثين والمهتمين، لإرساء مزيد من الجهود العلمية لتحقيق تعاون وطيد يضع لنا رؤى مستقبلية لبناء دعائم العلاقات المأمولة بين دولة الكويت ودول الاتحاد الأوروبي وفي مقدمتها جمهورية فرنسا.

وأضاف: إننا في هذا الوقت بالذات والعالم يمر بمتغيرات كبيرة أحوج ما نكون إلى البحث معا في آفاق التعاون المستقبلي، وحري بنا في هذه المناسبة أن نشيد بدور جمهورية فرنسا الداعم لدولة الكويت في قضاياها الإقليمية والدولية، وندوتنا اليوم تأتي امتدادا لسلسلة من الفعاليات الثقافية والعلمية والسياسية المشتركة مع السفارة الفرنسية، وما يزيد سعادتنا أن هناك إصرارا فرنسيا على مشاركتنا بالاحتفالات الوطنية.

وعلى هامش افتتاح الملتقى عقدت ثلاث جلسات تناولت مواضيع مهمة فالجلسة الأولى تناولت موضوع 'الكويت بين الماضي والحاضر'، والجلسة الثانية تناولت موضوع 'التلفزيون، السينما، الهجرة: الأماكن الجديدة ورهانات الذاكرة في فرنسا'، أما الجلسة الأخيرة تناولت موضوع 'الجزائر ولبنان، ذاكرة حروب'.

 

الآن:المحرر الطلابي

تعليقات

اكتب تعليقك