مجلس التعاون وفراغ القوة في اليمن
عربي و دولييونيو 8, 2011, 8:13 م 2364 مشاهدات 0
لكل عقد في الزمان قاموسه، وتأتي التوجهات التدخلية الخليجية الاخوية في اليمن كأكثر مفاهيم العلاقات الدولية تداولا وممارسة هذه الايام مهيئة الفرصة لدول الخليج لإدارة الازمات على المستوى الاقليمي بأسلوب الفعل وليس رد الفعل.فالضعف وهشاشة القدرة الامنية,والاقتصادية والسياسية في اليمن يغري كل دول الجوار الاقليمي والقوى الكبرى بانتهاج مبدأ التدخل الاستباقي والقفز هناك من خلال التحالف مع الحوثيين، الحراك الجنوبي، المعارضة ،حركة الشباب ،أو حتى مع القاعدة .فالسباق لايجاد موضع قدم في ثنايا الوديان بين جبال اليمن المطلة على البحر الاحمر،باب المندب ،بحر العرب وخليج عدن كان قد بدأ قبيل رحيل الرئيس علي عبدالله صالح المفاجئ، بل إنني أزعم إن تلكؤه -الذي عجلته شظية تجيد تتبع الاحداثيات- كان تلكؤا لحساب بعض المتسابقين نظير ضمانات لصالح وزمرته .إن مآلات الامور في اليمن تشيرالى حتمية حدوث فراغ للقوة نتيجة واحد من سيناريوهات ثلاثه:
السيناريو المحتمل الأول:
الازمة الممتدة وإستمرار الوضع الراهن كما هو بما يحمله من سمات عدم الاستقرار والتي تشمل الصراع بين اقارب صالح ،بقيادة ابنه العميد أحمد، و حرسه الجمهوري ضد تجمعات المعارضة وقبيلة حاشد،وفرق الجيش المنشقة، ويدعم هذا الاحتمال بقاء الحكم الفعلي حتى الان بيد أقارب الرئيس ومدير مكتبه، نتيجة الفراغ السياسي القائم بسبب غياب أبرز قيادات الدولة ، والاصرار على عدم إعطاء عبد ربه منصور هادي نائب الرئيس اليمني فرصة لممارسة مهامه .
السيناريو المحتمل الثاني:
عودة الرئيس صالح،مما يعني أحباط آمال المعارضة بانتقال سريع للسلطة وأفساد فرحتهم العجولة بهروبه.كما يعني عودة رجل يحمل بين اسنانه خنجر الانتقام.و المشهد الخلفي لهذا السيناريو بلد غارق في الفوضى ومنقسم على نفسه، ومن سماته الرئيسية استمرار الإخفاق في دفع صالح لتوقيع المبادرة الخليجية واستمرار الاعتصامات وإراقة المزيد من الدماء بوتيرة اشد مما كانت قبل عودته .
السيناريو المحتمل الثالث:
نجاح المعارضة في تشكيل الحكومة التي وردت في المبادرة الخليجية. واحتواء الفوضى جزئيا،مع هشاشة في مناحي الحياة السياسية والامنية والاقتصادية ستدفع بالحكومة الجديدة لطلب العون الخارجي ،بل وقبولها من قوى اقليمية من الخطورة السماح بالتواجدفي اليمن،بل إن الحكومة الجديدة قد تحذوا حذوا غيرها من الانظمة العربية الجديدة في طرق باب طهران لا حبا في إقامة تعاون معها بل لابتزاز دول الخليج المسكونة بالرعب من تحالف المحيطين بها . الجانب المضيئ من القمر يتمثل في إن مايجري في اليمن هو فراغ قوة كلاسيكي يسهل التعامل معه خليجيا،وربما ساعد هذا الفر اغ مجلس التعاون على أن يخلق من نفسه رقم صعب في معادلة الامن الاقليمي مع أهداف ضمنية اخرى، عبر التوجهات التدخلية الخليجية حسنة النوايا، لاننا دون ان ينطوي ذلك على مبالغة نملك الرؤية الوحيدة لكيفية إدارة التباين اليمني لاحتفاظنا بأقوى ورقة على طاولة الاحداث ،وهي المبادرة الخليجية التي من أعظم أصولها ومصادر قوتها الالتزام بالوقوف على نفس المسافة من كافة الاطراف. التوجهات التدخلية الخليجية حسنة النوايا،هي لوقف جريان سيل الاطماع الخارجية والحيلولة دون ملئها المنخفض اليمني الجاف المتعطش لكل شيء. فهي لمنع البراغماتيين من أنصاف الملتحين الثور يين من رجال الباسدران الايراني من التواصل مع المتمردين الحوثيين في مدينة صعدة شمال البلاد. والدور الخليجي هو أيضا لمنع التشرذم والمحاصصة والنزعة الانفصالية التي ستخلق دولة تنزلق إلى الفوضى في تكرار مرعب للسيناريو العراقي. وقد تضطر دول مجلس التعاون لتحقيق ملء فراغ القوة عبر الاندماج مع خطة إنقاذ عربية تحت غطاء جامعة الدول العربية،أوالامم المتحدة مع حذر من ان تكون امتداد للنفوذ الغربي في المنطقة. حيث سيكون الذراع القوي لمجلس التعاون لتحقيق التوجهات التدخلية الخليجية حسنة النوايا برنامج للإنعاش الاقتصادي لإعادة تعمير مادمره الفساد والفقر في اليمن طوال 33 عاما .
تعليقات