ما دام الشعار الشهير، هذا ولدنا، ينبض في أوصال الدولة ومؤسساتها، فلن ينصلح الحال، برأى مبارك الهاجري

زاوية الكتاب

كتب 611 مشاهدات 0



الراى

 

 مبارك محمد الهاجري / أوراق وحروف / شلون صاير الفساد!
 
 
 مبارك محمد الهاجري 
الفساد كلمة اعتاد الجميع سماعها على الصاعدة والنازلة، هذه الكلمة تحديداً ومن دون غيرها، سبب مآسي الكويت، وتخلفها، ورجعيتها، وتقهقرها، فلا مكان هنا للنظافة، ونقصد نظافة الكف، والسجل، من الفساد المالي، وشقيقه الفساد الإداري!
سنكافح الفساد، وسنحيل من تثبت عليه التجاوزات الإدارية والمالية، مصطلحات حكومية، نسمعها كثيراً في المناسبات، وأما على أرض الواقع، مستحيل، فما دام الشعار الشهير، هذا ولدنا، ينبض في أوصال الدولة ومؤسساتها، فلن ينصلح الحال، ولن يتغير، لأن ديناصورات الكراسي المزمنة، لن تتزحزح حتى يأتيها الأجل، وبعد مراسم العزاء، ستتكشف روائح الفساد المالي، متبوعة بوجهها الآخر الإداري!
لو أردنا تعداد أوجه الفساد، فلن تستطيع صفحات «الراي» حمل ملفاتها، لضخامتها، وتشعبها، فلو نظرت حولك ودققت في ثراء بعض المسؤولين، إن لم يكن معظمهم، ستجدهم والفساد حلفاء منذ أمد بعيد!
ديوان المحاسبة، ملأ الدنيا بتقاريره التي تفضح، وبشكل رسمي، التجاوزات الرهيبة جداً، المالية منها، والإدارية، ويحتار المرء من أين يبدأ، هل يبدأ مثلا بالقطاع النفطي المختطف، أم بالقطاع الحكومي المترهل بالمحسوبيات، وشفط الأموال العامة في السر!
يتضح من كثرة تقارير ديوان المحاسبة السنوية، أن الحكومة غير عازمة إطلاقاً على محاربة الفساد، بل هناك تقاعس وعجز وبتواطؤ مكشوف من قبل البرلمان، الذي استسلم نوابه، أو بمعنى أدق ركن نوابه صلاحياتهم على الرف، وسلموا زمام أمورهم للحكومة، بحكم الميانة، وتخليص المصالح الانتخابية، والخاصة!
نواب الأمة شركاء للحكومة في ما يحدث من تخاذل واضح، وصريح، تجاه الفساد المتفشي بشكل مخيف، ولن يجرؤ أحد على إيقافه، سوى نواب الأمة، هذا إذا صدقوا مع قسمهم، ولم يحنثوا، ولم يجعل بعضهم من نفسه أداة تدار بالريموت كنترول عن بعد، للإثارة، وطمطمة المواضيع الحساسة، كما حدث في جلسات سابقة، والمقابل لما فعله هؤلاء، ترضيات، وتعيينات في مناصب مهمة جدا، والضحية الأولى والأخيرة، المواطن، الذي ضاع، وأضاع معه مستقبل أبنائه، نتيجة اختياره السيئ، وحب الخشوم، الذي أودى به إلى حيث جعلته الظروف يتحلطم، ضارباً كفيه ندماً على مداد قلمه، الذي سال في الطريق الخاطئ، معلناً فوز، الإمعة، والبصام، وبقية جوقة الفداوية!

مبارك محمد الهاجري

الراى

تعليقات

اكتب تعليقك