بعدما آل ملف التنمية لوزير الخارجية، محمد الملا لايتوقع استجوابه ، لأن الهدف هو كل شيخ يملك قراراً ويواجه النخبة التجارية

زاوية الكتاب

كتب 861 مشاهدات 0



الشاهد

ما بعد الفهد يا الوطني     
Wednesday, 15 June 2011 
محمد الملا

بعد رحيل الشجاع أحمد الفهد نتيجة صفقة بين النخبة التجارية وبين أصحاب الكراسي، تم تكليف وزير الخارجية بملف التنمية، يعني بالمختصر أن المسؤوليات التي كانت على احمد الفهد ومحاور الاستجواب أصبحت مسؤولية وزير الخارجية، والسؤال الذي يفرض نفسه: أليس من المفترض أن يستجوب وزير الخارجية؟ لكن لن يحصل ذلك لان مستشاري التجار ليس هدفهم الشيخ محمد الصباح بل الهدف هو كل شيخ يملك قراراً ويواجه النخبة التجارية التي ما زالت تعتقد انها تدير الكويت وتمد الدولة بالضرائب.
واليوم الكل يعلم أن اموال النفط والنفاق السياسي والمجاملات السياسية هي التي جعلت بعض العوائل تملك الملايين والمليارات بفضل المال السياسي.
وسوف اذكر ما كان يفعله احد المستشارين قبل النفط وهو شبيه بما يحدث اليوم وذلك للعبرة والتذكرة بأن صراع الكراسي وسموم المستشارين هو سبب الفساد وضياع البلد.
وجاء في كتاب المرحوم خالد العدساني عن دور المستشارين والاصرار على بقاء المستشار وسبب الحادثة ما يلي: لأنه كان المستشار الوحيد في كل الشؤون، والرجل قد خدم في هذه الوظيفة ما يقارب ربع قرن فتولد في ذهن سموه استحالة ادارة الشؤون العامة من غير الرجوع الى رأي المستشار واستشارته، خاصة وان المستشار قد احاط اعماله واساليبه من الطلاسم والرموز في مكاتباته واساليبه مما لا يتكهنها المتكهنون. اضف الى هذا ان المستشار عندما ادرك قوة اصرار المجلسيين على فصله اسرع الى الأمير وطرح نفسه على قدميه باكيا ومستغيثا بسموه ان يقدر له تلك السنين الطويلة في خدمة آبائه واجداده، فاستدر بذلك العطف.
ولكن المجلسيين مصرون على رأيهم في اقصاء المستشار خصوصا وقد عرضوا كرامتهم في ذلك على ملأ من الناس، فإن فشلوا فستفشل كل جهودهم المقبلة في تقويض اركان الفساد والطغيان، وستزداد قيمة المستشار وأهميته في عيون انصاره ومريديه من الذين كانوا يرون فيه داهية الدواهي في السياسة وتصريف الامور مهما عصفت الرياح واكفهرت الانواء. إذا ليس لهم الا طريق الصمود والاصرار. فصمدوا على مطلبهم واصروا على وجوب قلعه. اما القنصل البريطاني فانه رجا الجميع امهاله الى يوم الاثنين ليجتمع الجميع عندهم في دار القنصلية بحجة احلال روح التفاهم بين الطرفين، ولعله اراد بذلك ان يستوحي برقيا رأي المقيم البريطاني الذي مقره ميناء ابوشهر من ساحل ايران على الخليج، ليستنير برأيه ويعمل بأوامره. ولما حان الاجل الموعود اجتمع سمو الأمير وسعادة رئيس المجلس واعضائه في دار القنصلية البريطانية. ولما حاول القنصل التوصل الى تفاهم بين سموه وأعضاء المجلس قال الأعضاء انه ليس من سبب يدعوهم الى التشبت بفصل المستشار وتنحيته عن مركزه الملتصق بسمو الأمير الا رغبتهم في تقوية اواصر التفاهم بينهم وبين سموه والا تحول دسائس واحقاد رجل اشتهر بكيده لرجال الاصلاح طول عمره عن التعاون بين أعضاء المجلس وأميرهم لخدمة الكويت والكويتيين خدمة سداها الاصلاح ولحمتها التجرد من الاغراض. انتهى الاقتباس.
إذن بلانا ومشاكلنا من البطانة والبرامكة الذين أكلوا البلد واكلوا لحوم الشعوب تحت شعار كلنا للكويت، ولو كنا نتعلم الدروس من الماضي ما وقعنا في بئر الفساد الآن ويكفي اننا محاصرون في مثلث الضبعة والبرلمان العود وحكومة المجاملات.
والله يصلح الحال اذا فيه حال.
والحافظ الله يا كويت.
 

الشاهد

تعليقات

اكتب تعليقك