ديبرا جونز لم أسمع مسؤولا كويتيا يقول لا نريد الديمقراطية
محليات وبرلمانالسفيرة الأميركية تودع الكويت ...' أنتي من أهلنا أنتي في قلوبنا'
يونيو 15, 2011, 8:12 م 2210 مشاهدات 0
اللقاء الاخير للسفيرة الأميركية ديبرا جونز مع الصحافيين قبل إنتهاء مهمتها كسفيرة للولايات المتحدة في الكويت كان مختلفا عن لقاءاها السابقة فالسفيرة التي ستغادر الكويت بعد ثلاث سنوات مليئة بالأحداث والفعاليات والزيارات الماراثونية للدواوين استقبلت الصحافيين هذه المره في مقر سكنها في مقر السفارة الأميركية في منطقة مشرف وتبادلت معهم النكات وتحدثت معهم بعبارات من اللهجة الكويتية وحرصت أن تريهم صورها عائلتها التي تجاورت فوق بيانو جميل توسط منزلها .
الحديث للصحافيين الذي وطوال ساعتين لم يترك شاردة وواردة من دون أن تمر عليها السفيرة ديبرا جونز وتقدم أشبه ما يكون بتلخيص لتجربة ثلاث سنوات عملتها للمرة الأولى في حياتها كسفيرة.
ولم تبذل السفيرة جونز أي جهد لإخفاء إعجابها في الكويت والشعب الكويتي فهي تعتبر أمل الكلمات التي سمعتها حينما يقول لها الكويتيون وهم يستقبلونها في منازلهم بحفاوة ' أنتي من أهلنا ... أنتي في قلوبنا ' ولهذا كله فقد كانت جادة جد حينما قالت للصحافيين أن أفضل وظيفة في العالم أن تكون سفيرا للولايات المتحدة في الكويت 'فالمجتمع ودود ومحب ويرحب بنا جميعا في الدواوين والمنازل , والطاقم هنا في السفارة نشيط جدا وفاعل ..الكويت متنوعه ومريحه وحتى الأكل ولا اريد أن اعتبر ذلك موضوعا مهما , الاكل متنوع وتستطيع أن تجد الأكل اللبناني والصيني والهندي بجودة عادة في مكان واحد '.
السفيرة الأميركية التي تشتهر بحيويتها وإبتسامتها في الأوساط الكويتية بينت أنها تعلمت خلال عملها في الكويت الكثير وعرفت أشياء كثيرة في المجتمع الكويتي وهي لا تزال تشعر وكأنها في بلدها وتتمنى أن يدوم هذا الشعور .
ومن خلال زيارات الدواوين والإلتقاء بشكل مباشر عرفت أن وسائل الإتصالات ورغم أهميتها لا تغني ن اللقاءات المباشرة .
تصف عملها كسفيرة في الكويت بأنها حرصت على تنفيذ التعليمات التي يزود بها كل سفير أميركي من قبل الرئيس الأميركي عبر دعم العلاقات والحرص على تنميتها وتطويرها وخصوصا في المجال الأمني والإقتصادي والتعاون كذلك في محاربة الإرهاب والحرص كذلك على تنمية الديمقراطي ودعم مؤسسات المجتمع المدني.
السفيرة جونز بينت أنها سعيدة للتطور الذي حصل خلال فترتها في الكويت وخصوصا في مجال مشاركة المرأة وقطاع الشباب في السياسة , والفاعلية التي بدأ فيها البرلمان الحالي حيث أنتج تشريعات أكثر من الخمس برلمانات الأخيرة .
لكن جونز حرصت على أن تكون دقيقة في إجاباتها عن المسألة المتعلقة بالمظاهرات التي يقوم بها الكويتيون أيام وما إذا كانت أميركا ستدعمها في مرحلة ما لتحقيق الإصلاحات ' كل ديمقراطية في العالم تختلف بحسب البلد والمجتمع والبيئة والتطور الديمقراطي يشابه تربية الطفل فأحيانا يتعلم الطفل أن يكون مهذبا عبر تربية حازمة من الأم وهي تربية المقصود منها فائدة الطفل على المد البعيد '
وأضافت ' بالنسبة للكويت فهي محظوظة منذ عهد مبارك الكبير وحتى قبل ذلك بوجود الديوانية فالناس فيها تتبادل الآراء والأفكار مع بعضها البعض والحاكم يتواصل من خلالها مع الناس بكل سهولة '.
وبينت ' وجود الدستور أمر مهم جدا وكذلك وجود دولة القانون أمر مهم جدا ولكن من المهم جدا أن يشعر الناس بأن هناك من يستمع اليهم فهناك من يعتقد الا تمثيل لهم أو أن الحكومة لا تعبر عن صوتهم '
وقالت ' مهم جدا حتى في أميركا أن يكون هناك دستور ودولة قانون وشفافية ولكم من المهم جدا أيضا أن تكون هناك مسؤولية ففي أميركا توجد المظاهرات والامر يرتبط بالتطور الديمقراطي الذي يمر في مراحل مختلفة فالديمقراطية لا تعني وجود حكومة مثلية بل تعني وجود نظام يتعامل مع القضايا بحنكة'
وفي تمهيد لما تريد أن تقوله عن الحكومة في الكويت ذكرت السفيرة جونز ' في اليابان وحين حصل الزلزال الكارثة تم التعامل مع الوضع بالقدر المتاح ورغم تعالي الاصوات بوجود النقص على الحكومات أن تستمر بالعمل ففي أميركا هناك أوقات معينة في التاريخ الأميركي يقوم الناس بتنبيه الحكومة ويقول لها استيقظي ولكن مهم أن يتم ذلك بشكل عقلاني ولائق '
وهنا تصل إلى الوضع في لكويت بعد تمهيد طويل ' الحكومة في الكويت تعمل جاهدة من أجل صالح الشعب بشكل عام وصحيح أن البرلمان والتيارات الأخرى يجب أن يكون لها صوتا مسموعا ولكن مهم أيضا وبالقدر نفسه أن هناك ثوابت وطنية يتحرك من خلالها الجميع فالرئيس الأميركي الراحل جون كينيدي له مقولة مشهورة في هذا الشأن وهي لا تسأل ماذا أعطتني أمريكا ولكن اسأل ماذا أعطيت أنت لأمريكا؟'
وفي تشبيه مقارن بين ما يحصل في الكويت من حراك وبين الربيع العربي قالت جونز ' قلت لحكومتي أن تغيير حصل عربيا عبر المدونات تم في الكويت العام 2006 خلال حملة تغيير الدوائر الانتخابية ... في الكويت الكويتيون يتناقشون حول لتغيير ولا يزالون يتناقشون والامور تختلف حسب تقدير كل شخص فمن يعرف بالضبط كم كان عدد المشاركين في الجمعة لأخيرة '
واضافت ' الكويتيون يعرفون كيف يتعاملون في قضاياهم ولا اظن انهم يحتاجون الى تدخل أحد '
وفي نبرة تفاؤل قالت السفيرة جونز ' لم أسمع أي مسؤول رسمي يقول علنا أو بالخفاء أننا لا نريد الديمقراطية... قد يقولها بعض الكويتيين لكن لا مسؤول رسمي قالها '
وقالت ' قارنوا وضع الكويت بالدول الأخرى فهنا يمكن الخروج والتعبير عن الرأي بالطبع من المهم أيضا التحلي بالمسؤولية '
وعن تصريح نسب لها مفاده أن من يطالب بأبناءكم في معسكر غوانتانامو واهم قالت السفيرة جونز لم أقل ذلك فنحن لدينا اتفاقية تنظم العمل في غوانتانامو كما أن نظامنا وهذا أمر نفتخر فيه يوفر المحامين حتى للمتهمين الذين يحاربون قواتنا '
وأضافت ' ما حصل ان المحامين الاميركيين المدافعين عن معتقلي غوانتانامو الذين حضروا للكويت كانت لهم آراءهم الخاصة وقد قلت في حينه أن معتقلي غوانتانامو يمثلون خطرا على بلدينا وعلى إهتماماتنا المشتركة وقلت سنعمل مع الكويت على الحفاظ على الامن مع تقديرنا لمطالبات الكويت '
وبينت' في أميركا هناك نقاش كبير حول حماية حقوق الانسان وهي ذات معايير عالية في اميركا وحول التعامل مع الاعداء الذين يستهدفوننا ولهذا هناك محاكم عسكرية ستتعامل مع هذا الأمر مع العلم بأن بعض المعتقلين أطلق سراحهم وقد يتحدون ما قاله هؤلاء المحامين عن سوء المعاملة في المعسكر حيث ففي الكويت هناك وفد سافر لغوانتانامو وتأكد من الأوضاع هناك '
تعليقات