يا حكومة شجعوا الوناسة والطرب كفانا انغلاقا للبلد، د.شملان العيسي يبي طرب ووناسة
زاوية الكتابكتب يونيو 16, 2011, 12:31 ص 1469 مشاهدات 0
الوطن
نبي طرب ونبي وناسة
د.شملان يوسف العيسى
نشكر المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على اضفاء جو الفرح والسرور والبهجة والوناسة مع بدء مهرجان
الموسيقى الدولي الرابع عشر وتميز نشاط هذا العام بتنوع الموسيقى والانشطة الفنية في كل بقاع المعمورة.. ففي
اليوم الاول تم تكريم الفنان الكبير عبدالله بوغيث وهو من رواد الغناء الشعبي الكويتي اما اليوم الثاني فكان اللقاء
مع فرقة الفلامنغو الاسبانية واليوم الثالث خصص للطرب العراقي الاصيل الذي احياه الفنان الكبير حسين الاعظمي.
لقد تسنى لي شخصيا حضور الحفلتين الاسبانية والعراقية وكان اداء الفرقتين في قمة الروعة والعطاء الفني.
ما اثار دهشتي واستغرابي هو الحضور الكثيف للمواطنين والمقيمين حيث امتلأت مقاعد مسرح عبدالعزيز حسين مبكرا
وجلس عشاق الفن على الممرات والدرج للاستماع للموسيقى.. مما يدل دلالة قاطعة على ان شعبنا في الكويت يتوق
ويسعد لأي مظاهر للفرح والبهجة والوناسة والترويح البريء للنفس الذي حرمتنا منه جماعات الاسلام السياسي
وانصارها في الحكومة.
عشق الفن والطرب وليس مستغربا على شعبنا الكويتي لان هذا الشعب كان عمليا وفعليا يؤدي الغناء في عمله فأهل
البناء والبحر وحتى البادية كانوا يغنون اثناء عملهم.. اخبرتني دكتورة امريكية من جامعة كولومبيا العريقة كانت في
رحلة اكاديمية للكويت ودول الخليج تبحث فيها عن اصل الصوت العربي.. هل هو في الكويت او البحرين او
سلطنة عمان؟، ومن خلال بحثها وجدت ان الكويت هي التي كانت منبع الصوت والكثير من الاغاني البحرية القديمة
واثبتت عن طريق البحث العلمي الموثق أن السفن الكويتية التي كانت تجوب الخليج بحثا عن اللؤلؤ والتجارة كانت
اعدادها كبيرة (لا اتذكر الرقم) وكان على كل سفينة على الاقل اثنان من الفنانين واحد للغناء والثاني للايقاع
وقدرت ان نسبة الفنانين للسكان في ذلك الوقت كانت %20 من مجموع السكان وهذه النسبة الكبيرة من عشاق الفن
وممارسيه في اي مجتمع انساني تجعل من الشعب شعبا متميزا ومختلفا عن غيره من الشعوب لان الفن والموسيقى
يزيدان من الحس الانساني ويجعلان الانسان مبدعا وخلاقا يبحث عن الجديد دائما.
ما ذكرته الاكاديمية الامريكية صحيح.. فتقدم الدول ورقيها الحضاري لا يقاس بعدد العمارات والطرق الاسفلتية او
المدن الخرسانية بل يقاس بمدى انتشار الفن والموسيقى والادب بكل انواعه واشكاله لذلك لا غرابة في ازدهار
الكويت فنيا وادبيا ابان عهد المغفور له الشيخ عبدالله السالم الصباح حيث جو الحريات الحقيقية والديموقراطي سمح
للفن والفنانين والمبدعين بالعطاء والابداع لان السياسات الحكومية كانت تشجع هذا التوجه خصوصا عندما استلم
المغفور له الشيخ جابر العلي الصباح مسؤولية الاعلام.
لماذا تراجع دور الكويت الحضاري خصوصا في مجال الحريات والفنون المسرحية والغناء والطرب والموسيقى..
الجواب معروف.. هو ضغوط جماعات الاسلام السياسي على الحكومة من خلال مجلس الامة لذلك تبنت الحكومة
سياسة الانغلاق ومحاصرة الفن والفنانين وعدم الاكتراث بالثقافة والفن والفكر والادب.. اليوم ببركة اعضاء المجلس
والحكومة يتوجه شباب الصحوة والقبيلة الى المظاهرات الاحتجاجية في نهاية الاسبوع مطالبين بإسقاط الحكومة الشرعية
واستبدال بها حكومة شعبية.. متى يا ترى تعي الحكومة اهمية الانفتاح الثقافي في تطور الشعوب وازدهارهم.. يا
حكومة شجعوا الوناسة والطرب كفانا انغلاقا للبلد.
د. شملان يوسف العيسى
تعليقات