كوثر الجوعان تنصح شباب وطنها بألا يعطوا الفرصة للكثيرين لاختطاف حركتهم النظيفة «إن لم يختطفوها» فعلا!

زاوية الكتاب

كتب 1321 مشاهدات 0



القبس
 
بوركتم يا شباب وطني 

كتب كوثر عبدالله الجوعان : 

 
هي ثورات وحركات تقوم هنا وهناك، بعضها سلمي وبعضها بطش وقتل وإبعاد. ثورات اليوم، وحركاتها شبابية الروح

والفكر، ترمي إلى خطوات إصلاحية وطنية خالصة، ثورات اليوم وحركاتها تريد القضاء على الفساد بأنواعه

والمحسوبية بأشكالها المغلفة. ثورات وحركات إصلاحية بلا شعارات بلا أجندات خارجية بلا مصالح خاصة وآنية.

حركة شباب وطني تلقائية نظيفة بعيدة عن التحالفات، أياً كان نوعها حكومياً أو غير حكومي. حركة تنطلق من

شباب يرون أن مستقبل بلادهم أمانة في أعناقهم كأمانة الآباء والأجداد. حركة شباب وطني ترفض الحناجر التي

تصرخ في كل يوم وفي كل مكان لأهداف بعيدة تؤرق المجتمع وأهله، شباب في عمر الشباب حقاً، نرى أمانينا فيهم

لعمر مضى بنا تحققت فيه مكتسبات نراها فيهم اليوم، وهي القاعدة التي تشكل رؤياكم لمستقبل وطننا.
واليوم أخاطب شباب وطني وبخصوصية شديدة وبمنطق من يريد لوطننا الخير: لا تعطوا فرصة لتسييس حبكم وعملكم

لغيركم، فكثيرون اليوم يتطلعون إلى اختطاف حركتكم النظيفة «إن لم يختطفوها»! لأنهم أصحاب مصالح وأجندات

خاصة مستوردة.
لقد جبل أهلنا ونحن كذلك وأنتم، إن شاء الله تعالى ، على التمسك بالشرعية والنصح بالمعروف لها، فعضوا بالنواجذ

على الوطن، فوالله لن تجدوا أكثر منه سعة صدر ورجاحة عقل وتسامحاً وحرية وأمناً ورغداً في العيش.
فنحن هنا في الكويت «لا نعاني من ظلم حاكم»، ولكن نخشى على وطننا من أيادي الفساد والمفسدين التي استشرت

بصورة عجيبة أدت بها إلى أن تكون ظاهرة.
مسؤوليتكم اليوم أيها الشباب، ونحن معكم، هي الوعي والمسؤولية، أن تعوا ما يدور حولكم من صراع سياسي بين

التيارات وتجاذبات فكرية مصلحية، أنتم بعيدون بفكركم وتوجهاتكم عنها، «تذكروا يا شباب دستورنا الذي فرض

التعايش السلمي بين أبناء الشعب فرضاً منذ عقود عديدة».
نعم نحن معكم في حركتكم الإصلاحية المسؤولة، التي يجب أن تكون نبراساً لمن يدعي ممن سبقوكم الخبرة والفن

واللعبة السياسية. أدعوكم يا شباب وطني إلى التعبير عن الحريات التي تتمتعون بجناحيها «الوعي والمسؤولية»، ومن

لا يعرف تاريخ الكويت فليقرأ جيداً. فالتاريخ لا يعرف التزييف أبداً، ودماء شهدائنا خير دليل لتساوي الجميع في

حب الكويت، فدماء الشهداء روت تراب الكويت حين احتضنهم من دون تمييز. واليوم نتطلع إليكم بلا خوف بلا

حذر بلا تردد، فأنتم جيل التحرير الذي عانى وذاق مع أهله معنى الغربة والاغتراب، واثقون في أن خطواتكم

الإصلاحية سائرة على هدى الآباء والأجداد في التماسك والتعاضد والتناصح.
أدعوكم يا شباب وطني إلى طرح أفكاركم نحو ديموقراطية تكرس الوحدة الوطنية بسن قوانين تمنع التحريض على

كراهية وضرب وحدة المجتمع، كما أدعوكم إلى حوار المكاشفة المقننة للجماعات السياسية لكل الشعب الكويتي، لنقرأ

ونناقش ونتحاور بقلب مفتوح رؤاكم لقانون الدوائر الانتخابية، ضماناً لتمثيل عادل يحقق تكافؤ الفرص لجميع المواطنين

في تمثيل المجتمع.
إن ثقتنا في أفق شبابنا ووعيهم العالي بمتطلبات الممارسة الديموقراطية الحقيقية تجعلنا نؤكد أنهم سبقوا كل التيارات

والكتل برفع سقف المطالبة حتى لا نكتفي بتغيير الأسماء والمسميات، بل باستحداث نهج جديد نفتح به عهد

الديموقراطية.
كل أملي أن أرى حركتكم الإصلاحية الراقية بمنأى عن الكبار، ممن يجهل الكثيرون منهم مفهوم العمل الديموقراطي

وأبجديات العمل السياسي. بوركتم يا شباب وطني .
كوثر عبدالله الجوعان

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك