قيس الأسطى: خطر سلاح حزب الله؟

زاوية الكتاب

كتب 523 مشاهدات 0


على مدى سنوات، وضمن حملة مدروسة ومنظمة، تغنى كثير من السياسيين اللبنانيين والعرب بسلاح حزب الله، جزء كبير من هذه الحملة كان محقا ومبررا لأن هذا السلاح جابه وبقوة اسرائيل وهي حقيقة لا ينكرها الا مكابر، ولكن الجزء الآخر الذي اغفله هؤلاء الساسة والاعلاميون هو استخدام هذا السلاح في الداخل اللبناني، ونذكر تحديدا في هذا المجال معارك اقليم التفاح في منتصف الثمانينات ومعركة الضاحية في منتصف التسعينات، وهي معارك خاضها الحزب مع حركة امل الشيعية برئاسة رئيس مجلس النواب الحالي الاستاذ نبيه بري، كما ان اغتيالات معينة تزامنت مع هذه المراحل، اتهم فيها الحزب اما بشكل مباشر او غير مباشر. المسألة لم تقف عند هذا الحد، بل ان بعض المقربين من الحزب مارس الارهاب والقرصنة على الصديق قبل العدو، ونقصد المدعو عماد مغنيه عندما خطف طائرة الخطوط الجوية الكويتية (الجابرية) في عام 1988. عندما نكتب هذا الكلام فاننا نطرح اسئلة موضوعية لنواجه مجموعة ضخمة من الكتاب والمفكرين وقنوات فضائية، كانت ومازالت، تصور الحزب على انه مجموعة من الملائكة تمشي على الارض، وتمارس اقصى درجات غسل الادمغة على مستوى العالم العربي والاسلامي، كل ما نريده في هذه المواجهة ان يستمع الشباب المسلم الى رأي آخر في سلاح هذا الحزب. الاسئلة كثيرة عن حزب الله بعضها بالتمويل والبعض الآخر عن جهاز استخبارات هذا الحزب، خصوصا في الداخل اللبناني، وهي اسئلة مشروعة لعل اهمها: ألم يشتم هذا الجهاز اي شيء يتعلق بجريمة اغتيال رئيس وزراء لبنان الاسبق رفيق الحريري؟ لا نريد ان نشكك، ولكن الاداء السياسي للحزب آخر سنتين واستماتته لتعطيل المحكمة الدولية، يفرض هذا النوع من الاسئلة، الآن وبعد صدور القرار 1757 صارت المحكمة وراءنا، ولكن الآتي اكبر، فمازالت قوى الظلام والتخلف تضرب كل الاراضي اللبنانية وتصريح سماحة السيد حسن نصر الله الاخير بشأن عصابة نهر البارد لا تبعث على اي طمأنينة. الوقت يمر وسمعة الحزب التي وصلت الى اوجها في عام 2000 بدأت بانخفاض كبير بعد مقتل الحريري، كل ما نأمله ان يدرك قادة حزب الله هذه الحقيقة، وان يتوجهوا الى الداخل اللبناني بصدر مفتوح وان يراهنوا على الشعب اللبناني بدل المراهنة على المال الايراني من جهة، والامن السوري من جهة اخرى. فهل وصلت الرسالة..؟ آمل ذلك.
القبس

تعليقات

اكتب تعليقك