المناع للفلسطينيين: يفضح حريشكم

زاوية الكتاب

كتب 588 مشاهدات 0


ما هذه المذبحة المرعبة التي تجرى في قطاع غزة وأجزاء من الضفة الغربية في فلسطين هل هو عدوان إسرائيلي جديد على الشعب الفلسطينيي؟ اذا كان الامر كذلك فهذا امر متوقع إذ إن حالة العداء بين الطرفين مازالت قائمة وقد اعتادت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة على معاقبة الشعب الفلسطيني جماعيا بسبب هجمات فلسطينية اغلبها عمليات انتحارية وصاروخية قليلة الجدوى احيانا وعديمة الجدوى احيانا اخرى، وسواء تحرش الفلسطينيون بها او لم يتحرشوا فان العنجهية الصهيونية لا تحتاج الى مبررات قوية للقيام بهجماتها العدوانية المدمرة للارواح والممتلكات الفلسطينية لكن ما هو اسوأ من عدوانية وظلم وتدمير إسرائيل هو عدوانية وتدمير وظلم ذوي القربى وما يجري من صراع دموي بين الإخوة الأعداء في حركتي فتح وحماس هو وطنيا واخلاقيا أشد قسوة وأكثر ضررا من الاعتداءات الصهيونية فهؤلاء الذين حولوا شوارع غزة واجزاء من الضفة الغربية الى ميادين حرب يسفكون فيها بعضهم دماء بعض ويأسرون ويخطفون المنتمين الى الطرف الاخر ويدمرون ممتلكات ومؤسسات العدو الشقيق هؤلاء انما يسفكون دم وطن جريح لم يتوقف نزف جراحه منذ عام 1948 على الاقل وهذا الفعل الفلسطيني الإجرامي، وبصرف النظر عن مرتكبيه انما يمزق اواصر الأخوة الوطنية ويحكم مبكرا على فشل الحلم الفلسطيني بإقامة وطن حر وسيد ومستقل، واخلاقيا فإنه ليس هناك ما يبرر ان يقتل الأخ أخاه لمجرد انتماء كل منهما الى تنظيم سياسي يختلف شكليا عن الاخر وحتى لو افترضنا ان الاختلاف جوهري فإن الوطن الفلسطيني يتسع للجميع، ما جرى سابقا وما يجري منذ ايام هو فضيحة كبرى ارتكبها كافة قادة التنظيمين الكبيرين فتح وحماس ولكنها فضيحة تتعدى حدود الطرفين المتعاديين ليشمل ضررها ودمارها النسيج الاجتماعي الفلسطيني، فهؤلاء الذين يقتل بعضهم بعضا ويغتال بعضهم بعضا ويختطف فتحاويوهم حماسييهم وينسف حماسيوهم فتحاوييهم هؤلاء كلهم ابناء وطن واحد ودين واحد ومذهب واحد وهدف واحد وهمّ واحد وقهر واحد، فلماذا تحولوا الى اعداء لأنفسهم ومدمرين لمصالحهم الوطنية؟! لاشيء يبرر ما يجري في غزة تحديدا او أجزاء من الضفة الغربية من مذابح وتدمير غير شيء واحد هو كرسي السلطة لعنة الله، فهل يعقل ان هذا الكرسي يستحق ان يدمر اخوة الوطن الواحد والقضية الواحدة انفسهم؟! أليست هناك اليات اخرى يمكن ان تحسن التنافس السلطوي على كرسي لا يستحق مجرد »زعل« طرف من الاطراف فما بالك بالقتل؟ أليس هناك تنافس على أشده ما بين الاحزاب والتنظيمات والتكوينات المتنوعة الإسرائيلية، فلماذا لم تتحول هذه المنافسات والاختلافات الى حروب بين مجاميع تكاد تنعدم الروابط بينها، بينما يخوض ابناء الدم الواحد والقضية الواحدة حروبا دموية ضد بعضهم بعضا بل ضد انفسهم؟!، أليس بامكان الفلسطينيين ان يقتدوا بعدوهم الذي يعتبر نموذجا ديموقراطيا رائدا؟ أليس نجاح الإسرائيليين في استخدام آلية الديموقراطية هو الذي حوّل مجتمعهم غير المتجانس الى مجتمع متعايش والى دولة قوية ومهيبة الجانب سياسيا وعسكريا؟ الا يخجل الفلسطينيون من ارتكاب فضائحهم ضد بعضهم بعضا بينما يتفرج عليهم العدو ويدعو لهم بالمزيد، فضحتونا يقطع حريشكم.
الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك