الدعيج للمتدينين: الجرائم الاخلاقية زادت بعد ان هيمنتم على حياتنا

زاوية الكتاب

كتب 601 مشاهدات 0


النواب المتدينون في مجلس الأمة شاطين عمرهم في السعي للحفاظ على الأخلاق والعادات ومحاربة الرذيلة مثل ما يطرحون. ومع ان هذا مجلس أمة وليس جمعية أمر ونهي فاننا سنوافقهم على اندفاعهم وتحزبهم غير المنطقي لما يقدسونه من ثوابت وأخلاق. ولكننا نحرص على ان نسأل سؤالا محددا نتمنى من هؤلاء النواب وكل من ينادي بالتشدد القانوني في مراقبة ومحاكمة سلوكيات الناس ان يجيب مباشرة عنه: هل أدت قوانينكم وتشريعاتكم الى الحد مما تصفونه بالسلوكيات الشاذة والعادات الغريبة للأفراد؟ دعونا نبسطها اكثر ونخضعها لتجارب وخبرات متوافرة لديكم مثل ما هي متوافرة لدينا. كيف كان حالنا في الستينات والسبعينات، اي قبل صحوتكم -غير المباركة -وكيف هو حالنا 'أخلاقيا' الآن؟ هل لديكم احصاءات بالنتائج المبهرة لدعاواكم ودعواتكم في تهذيب النشء، وهل لديكم ارقام ودلائل على انخفاض معدلات الجرائم الاخلاقية منذ ان اصبحت طلاتكم البهية امرا مفروضا على الناس في كل مكان؟ الحقائق والتجارب تؤكد اننا نسير من حال سيئ الى حال اسوأ، وان الجرائم الاخلاقية تتعدد وتتلون أيضا فنشهد يوميا الجديد والمبتكر. وان ما تكافحون من الظواهر 'الشاذة' يزداد بدلا من ان ينقص. لن نلقي بلائمة كل هذا عليكم، مع ان لكم اليد الطولى فيه فنحن نعلم ان المدنية والرقي الانساني لهما ثمن وان التقدم والتغير يزعزعان الأعراف والثابت من سلوك. لكن لا يمكن لنا الا ان نلاحظ ان هناك معدلات ضخمة ونسبة هائلة من الجريمة سببها الاساسي الكبت والتطرف ووقودها هذا الزخم الاعلامي والتحريضي الذي يمارس لكبحها. ان الضغط يولد الانفجار.. اقرأوا ما في الكتاب. ان المراقب لسلوك المتطرفين وتشريعاتهم يكتشف بسهولة انهم، وكأنهم بقصد واصرار، يغذون الظواهر التي يحاربون، ويوفرون المبررات والظروف الملائمة لزيادتها وتنوعها. ويمكن بسهولة ضرب مثل عن التخبط القانوني هنا باستذكار انه عند اقرار تجريم الاتجار بالخمر كانت عقوبة ذلك اقسى من عقوبة الاتجار بالمخدرات. يعني يدفعون الناس والعالم الى المخدرات تجنبا للخمر.!!!! وهذا تقريبا ما حدث يوم امس الاول حين اقر مجلس العادات والتقاليد قانون تحريم عمل المرأة بعد الساعة الثامنة مساء.. وماذا يسمى ما يرتكب من رذيلة قبل الثامنة او في وضح النهار.. صلاة ام عبادة؟
القبس

تعليقات

اكتب تعليقك