'البخور' من سمات البيت الكويتي

منوعات

رمز تراثي وشعبي يلقى اقبالاً كبيراً بعيد الفطر المبارك

4230 مشاهدات 0


لطالما كان البخور رمزا تراثيا وشعبيا في الكويت وتعبيرا عن أبرز سمات البيت الكويتي في اكرام الضيف وحسن وفادته ولابد ان تسبقنا رائحته ودخانه اينما حل احدنا ضيفا أم مشاركا في المناسبات باختلافها وابرزها عيد الفطر المبارك الذي يزداد فيه الاقبال على البخور بأنواعه كما الاقبال كذلك على الطيوب والخلطات والعطورات.
وقال تاجر البخور والخلطات الشرقية في سوق المباركية يعقوب الكندري لوكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم ان البخور عالم واسع وانواعه كثيرة منها (الهندي والكمبودي والبورمي والجاوي والمروكي والسيوفي والماليزي والفيتنامي والجابورا والكلمنتان والارياني وغير ذلك).
واضاف الكندري ان أسعار البخور تتوقف على جودته ودولة المنشأ فالاصلي المعتق يعني أسعارا عالية باعتبار عملية تعتيق دهن العود تستغرق بين سنة كاملة وقد تصل الى 50 سنة وكلما زادت مدة التعتيق كلما ارتفع سعره وكانت نوعيته ممتازة ومنها العود الذي يبقى محافظا على رائحته في حال وضع على الملابس لمدة تصل الى اسبوعين أو اكثر.
واوضح ان شهر رمضان المبارك من أكثر المواسم التي تلقى اقبالا ورواجا للبخور والطيوب والعطور الشرقية بما يفوق بكثير باقي أشهر السنة ويصل الاقبال ذروته مع اقتراب عيد الفطر السعيد.
وذكر ان الخلطات الشرقية تتميز برائحتها النفاذة والزكية وقوة التأثير خصوصا ان كانت مركبة من دهن العود او الورد أو عروق الصندل والزعفران والعنبر والمسك والحنة والزنجبيل والقرفة.
وبين الكندري ان الياسمين والصندل والمسك يتم استيرادها من الهند وتايلاند والزعفران والعنبر من تركيا وبلغاريا مشيرا الى أن تجهيز الخلطة الشرقية يتطلب مواد أساسية أصلية وغير مغشوشة فيما يحتاج تجهيز الخلطة جهدا وخبرة وصبرا وتجربة واطلاعا باعتبار العملية ليست مجرد خلط بل مراعاة للنسب والتناسب.
وقال ان للخلطات عدة أنواع منها الثقيلة او الخفيفة او الباردة والثلجي التي تكون بلون الثلج وتمتاز برائحتها الفواحة وبرودتها على الجسم وبالاحساس بالراحة لدى شمها.
واوضح ان الخلطات تنقسم حسب الاستعمال منها ما هو خاص بالملابس الرجالية (الغترة او الشماغ وحتى الدشداشة) على ألا تترك أثرا ومنها تكون (للملافع) والعباءات والملابس ككل وهناك ايضا خلطات (خمرية) خاصة بالجسم والشعر ويستخدم (الرشوش) لتثبيت البخور.
واشار الى ان المرأة الكويتية اكثر ما تكون حريصة على شراء البخور والطيوب واقتناء ما هو جديد خصوصا في شهر رمضان المبارك والاعياد والمناسبات.
وذكر الكندري ان (مخلط الملكي) هو اغلى انواع الطيوب لان مكوناته غالية الثمن ويصل سعر التوله منه الى 250 دينارا كويتيا وهناك خلطات يصل سعر التوله فيها الى دينار ونصف الدينار وتوجد خلطات جاهزة تستورد من الخارج خصوصا من المغرب واسبانيا وماليزيا.
وعن اصل البخور أوضح أنه نوع من أنواع الاشجار تتواجد في دول شرق آسيا والهند والصين والمصطلح العلمي لشجرة العود هو (اقوالوريا) وهي الشجرة الأم من بين 25 شجرة موجودة في العالم وهي معمرة قد يصل عمرها بين 80 الى 120 عاما.
وذكر ان هذه الشجرة تنمو في مناطق شرق آسيا (ماليزيا واندونيسيا والهند وفيتنام وكمبوديا وتايلاند والصين واليابان) حيث تتوفر الرطوبة والأمطارالغزيرة.
وبين ان البخور الهندي الأغلى ثمنا ويصل سعر الكيلو غرام منه بين ثلاثة الاف الى 15 ألف دينار ويتمتع بلونه الأسود ووزنه الثقيل ورائحته المميزة ما يجعله احد اكثر الأنواع طلبا في العالم ينافسه بذلك البخور الكمبودي ومن ثم البورمي.
وأشار الى أن ندرة البخور الهندي في السوق حاليا ومع ارتفاع ثمنه يتم اللجوء حاليا الى استعمال البخور الكمبودي والماليزي والسنغافوري الذي يتراوح سعر الكيلوغرام منه ما بين 150 و 200 دينار حسب جودته.
ورأى 'مفارقة' في كون مادة البخور العطرية عبارة عن فطريات بسبب مرض الشجرة حيث يتم افراز مادة عطرية تؤدي الى تكوين مادة العود داخلها على شكل خشب داكن اللون في حين يستخرج المسك من بعض انواع الغزلان فيما يستخرج العنبر من بعض انواع الحيتان.
من جانبه قال التاجر سالم العبدالهادي ان الخبرة والممارسة يلعبان دورا مهما في معرفة البخور الطيب ودهن العود الأصليين وبامكان الزبون تمييز البخور الطيب اذا وجد اللون الخارجي للبخور مماثلا ومقاربا للون الداخلي لدى كسرها وغالبا ما يكون اللون الغامق دلالة على جودة البخور.
واضاف العبدالهادي أن لون دخان البخور الطبيعي الصافي يميل الى الأزرق وتتكون فقاعات من الدهن عند احتراقه وهو غير مؤذ للعيون وتتميز عروق الدهن بلونها البني او الأسود الغامق فضلا عن ثقل وزنه نسبيا كما يكون طعم العود المغشوش عند تذوقه مرا بينما الأصلي يمكن مضغه في الفم.
واشار الى ان بعض الباعة يقومون بعملية حشو للبخور بالرصاص أو الشمع او (البوتكس) من خلال عمل ثقب لزيادة وزنه ثم اغلاقه واعادة صبغه لاعطائه اللون الداكن.
وقال ان دهن العود خلاصة لزيوت خشب العود المصاب بعد احراقه وتقطيره ولمعرفة الأصلي توضع كسرة صغيرة منه داخل كوب ماء فإن طفا على السطح دل على جودته ونفس التجربة بوضع نقطة من دهن العود في كأس من الماء فإن ترسبت الى قاع الكأس واختلطت بالماء يكون النوع اصليا اما ان بقيت على سطح الماء مثل بقعة الزيت فإنه يكون مغشوشا.
ورأى من الافضل شراء البخور من المحال المخصصة لبيع البخور وليس من الباعة الجوالين مضيفا ان (الكمبودي) من أفضل أنواع دهن العود وفي المقدمة منه (الملكي المعبأ) يليه (السوبر) ثم تباعا أرقام (1 و 2 و 3).
واشار العبد الهادي الى أن دهن العود الهندي هو'الملك' لكن تكمن المشكلة في ندرته وارتفاع سعره وهناك البورمي ودهن الورد والطائفي كما يكثر الطلب على الخلطات من دهن العود والزعفران والعنبر والمسك.
وقال انه من الافضل وعند اعداد الخلطة وضع دهن العود مع الورد الطائفي مضيفا ان التوله الواحدة عموما (وتساوي 12 غراما) من دهن العود تمثل نتاج عصر ما يقارب (60) كيلو غراما من خشب البخور ما يجعل أسعارها خيالية.
من جهتها قالت تاجرة خلطات وبخور مشاركة في معرض السلع الرمضانية بنادي الفتاة في الخالدية سلوى العتيبي ان بعض الزبائن يطلبون طلبات خاصة من خليط دهن العود وزعفران وعنبر ومسك والطائفي.
واضافت العتيبي ان هناك خلطات خفيفة وثقيلة حسب الرغبة ولكل منها زبائنها ويباع بالتوله او البخاخ وأشهر أنواعها (العود الكمبودي العادي والكمبودي المبخر وهو احد اغلى الأنواع وتصل قيمة التوله منه الى 125 دينارا.
واوضحت ان الأنواع الأخرى بينها العنبر الصافي أوالمخلوط والعود الهندي والسوبر ومسك الغزال اضافة الى أنواع أخرى يدخل الورد في صناعتها مثل ماء الورد الطائفي والورد الاسطنبولي والورد البلغاري اما البخور فتتوافر منه ثلاثة أنواع (الكمبودي والماليزي والاندونيسي) ويسعر حسب درجته.
وذكرت العتيبي ان الطيوب الخمرية تستخدم لاضفاء رائحة عطرة على الشعر ولمعة وأكثر ما تقبل النساء على شرائها اضافة الى أنواع مختلفة من الخلطات الخاصة للملابس وغرف النوم والمنازل مبينة أن (المعمول) يستخدم لتبخير البيوت وغيرها وهناك مجموعة المنتجات الخاصة بالعناية بالبشرة.
واشارت الى ان (الدخون) تجهز من عجينة مكونة من (سجا العود) والمسك والعنبر وقد يضاف اليها دهن الورد لتخلط وتعجن على شكل أقراص مستديرة وبعد ان تجف توضع في (الخوص) او في علب زجاجية محكمة الاغلاق بعيدا عن الرطوبة.

الآن-كونا

تعليقات

اكتب تعليقك