خبير نفطي يحذر من تدهور أسعار النفط

سجلت اسعار النفط في الاسواق العالمية تراجعا ملحوظا في تداولات امس الاثنين مقارنة بتداولات الجمعة الماضية حيث تراجع سعر برميل النفط الكويتي بمقدار 11ر3 دولار ليستقر عند مستوى 16ر99 دولار للبرميل امس مقارنة ب 27ر102 دولار للبرميل في تداولات الجمعة.
وحذر خبير نفطي كويتي من الهبوط المستمر للاسعار الذي قد يصل الى ما دون 70 دولار للبرميل قبل منتصف اكتوبر المقبل اذا لم تكن هناك حلول فورية لازمة الديون السيادية في اليونان ومنطقة اليورو.
واكد الخبير النفطي خالد بودي لوكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم ان السبب الرئيس في تهاوي اسعار النفط في الاسواق العالمية هو المخاوف والقلق من افلاس اليونان وعدم مقدرتها على سداد الديون الامر الذي سيؤدي لتدهور في الاقتصاد العالمي بشكل عام.
واوضح بودي ان الازمة ستطال جميع دول العالم وستؤثر على الاقتصاد العالمي برمته مشيرا الى ان اليونان اقترضت الكثير من الاموال وهو ما وضعها في هذا المأزق الاقتصادي الذي لم تعد قادرة على الخروج منه بمفردها ودون مساعدة دول منطقة اليورو.
وقال ان الدول الاوروبية تدرس حاليا حزمة تقدر ب 2 تريليون (2000 مليار) يورو لانقاذ اليونان من عثرتها موضحا ان هناك دراسة اخرى لاقتراح البنك المركزي الاوروبي بإلغاء 50 في المئة من الديون اليونانية.
ولفت الى ان هناك محاولات جادة من دول المجموعة الاوروبية لانقاذ اليونان المنتمية الى هذه المجموعة وبالتالي انقاذ عملة اليورو من الانهيار مشيرا الى ان ذلك لم يمنع صدور تلميحات من مسؤولين اوروبين باحتمال اعلان اليونان افلاسها قريبا وهو ما اثر بشكل كبير على اسعار النفط هذا الاسبوع.
وبين بودي انه اذا لم تسارع اليونان باثبات نجاح خطتها الاقتصادية وتسديد جزء ولو بسيط من ديونها فان الثقة لن تعود مرة اخرى وسيتأثر الاقتصاد العالمي كله.
وحول الحلول العملية التي اتخذتها بالفعل الدول الاوروبية اشار بودي الى انه وحتى اللحظة لا توجد حلول واضحة مؤكدا ان التكلفة لاصلاح ما افسدته الديون ستكون باهظة جدا على المجموعة الاوروبية التي عليها ان تتحمل مسؤولياتها حتى لا تنهار منطقة اليورو.
واوضح ان الاسبوع المقبل سيكون حاسما وان حالة الترقب تسود العالم كله وتنعكس بشكل اساسي على اسعار النفط مشيرا الى ان العالم بات بالفعل على اعتاب ازمة اقتصادية جديدة.
وتوقع ان يصل سعر برميل النفط (مزيج برنت) الى ما دون ال 70 دولارا بعد ان كان في حدود 120 دولارا قبل اسابيع اذا لم تحل ازمة الديون السيادية الاوروبية بينما سوف تتماسك الاسعار لتترواح بين 90 الى 110 دولارات اذا ما كانت هناك حلول عاجلة وعملية للازمة في اليونان.
ولفت الى ان اول الخاسرين في الازمة هو اليورو الذي يتراجع يوما بعد آخر في حين ان من المستفيدين في الازمة هو الدولار الذي اخذ في الارتفاع وهو ايضا ما يتسبب في هبوط اسعار النفط. لكنه عاد وقال ان دول اوروبا لا شك انها ستبذل قصارى جهدها لمنع اليونان من الافلاس.
يذكر ان سعر برميل النفط الكويتي سجل تراجعا مستمرا منذ منتصف الشهر الجاري عندما سجل 50ر108 دولار بتاريخ 16 سبتمبر وظل يحصد الخسائر بشكل مستمر الى ان وصل في تداولات امس الاثنين الى 16ر99 دولار.