الدعيج يثمن موقف 'الوطني' من الإيداعات المليونية، ومحمد الرويحل ينتقد ضبابيته

القبس

«الوطني».. عند المسؤولية

كتب عبداللطيف الدعيج :

أعتقد أن نواب التكتل الوطني وفقوا في الانحياز للمبادئ العامة وللأصول الدستورية والديموقراطية في الموقف الذي أعلنوه من الأحداث والوقائع التي يتعرض لها البلد.

إن المهم جدا كشف الفساد والمفسدين، وضروري التصدي لعمليات التخريب التي تتعرض لها المؤسسة التشريعية، لكن مع الحفاظ على هذه المؤسسة وعلى هيبتها ومع ضمان دعم وتعزيز القواعد الدستورية والمبادئ الديموقراطية التي تحفظ حقوق الأفراد والمؤسسات.

منذ أن تم الكشف عن «الإيداعات المليونية النيابية»، وهناك هيمنة غوغائية وغير مسؤولة على الساحة السياسية. والمؤسف أن البعض حار أو «ذل» عند التصدي لها، حيث دفعت عظمة هذه الغوغائية والتفاف الناس حولها الكثير من العقلاء، إما إلى الصمت أو إلى الانضمام الى الموجة والانجراف مع العاصفة العاتية. موقف التكتل الوطني جاء ليهدئ الأمور، وليشد من عزم من احتكموا الى العقل والمنطق، ويساند من فضّلوا دعم المبادئ والالتزام بالأصول.

إن الكل معني، بل هو مسؤول إن كان من النواب عن متابعة أمر الإيداعات المشبوهة، وتقصي جميع المتورطين فيها. لكن البعض أراد، أو هو يسعى الى تجاوز كل ذلك والإطاحة مباشرة بالحكومة أو برئيسها بشكل خاص. ومع أن الحكومة قد تكون مسؤولة، مع ان احدا لم يثبت ذلك بعد، ومع ان رئيس الحكومة قد يكون على صلة مباشرة بهذه الإيداعات، الا ان استباق نتائج التحقيق واستصدار الأحكام المسبقة يؤكدان أن المتحمسين ضد الإيداعات، لا يحسنون ادارة المعركة أو هم، وهذا وارد أيضاً، يسعون اصلا الى تغطية جبل الجليد بعد أن انكشف رأسه. 

هناك إصرار على «لفلفة» القضية، وعلى حصرها في الحكومة ونوابها الموالين، وعلى اختصار الرشوة في الأموال النقدية أو الشيكات. مع أن هناك العديد من النواب قبضها مناقصات، وقبضها رحلات علاج في الخارج، وهناك الأخطر من كل هذا ممن قبضها تعيينات وترقيات في أماكن حساسة تهدد أمن وسلامة المواطنين.

إن المطلوب والضروري هو النظر بعين شمولية إلى الرشوة. والمطلوب استغلال التذمر الشعبي والغضبة الوطنية من الإيداعات المليونية لمصلحة كشف مجمل الفساد «الكويتي»، فساد الإنسان قبل فساد المؤسسات، فساد المجتمع، وليس فساد الحكومة وحدها، إنه هو الموقف الوطني الحقيقي والمسؤول وليس موقفا يتقصد الحكومة أو يسعى إلى تقديم رئيسها قربانا وتغطية لأخطاء وخطايا الآخرين.

عبداللطيف الدعيج

_________________________

عالم اليوم

بالعربي المشرمح

من حيث المبدأ!!

كتب محمد الرويحل

كانت الأمة من حيث المبدأ تنتظر موقف كتلة العمل الوطني بشأن فضيحة تضخم أرصدة النواب والاستجواب الذي قررت بقية الكتل تقديمه لسمو رئيس مجلس الوزراء بشأن تلك الفضيحة فجاء الفرج للأمة وكان موقف الكتلة مع الاستجواب (من حيث المبدأ) ولأن كتلة العمل الوطني كتلة برلمانية اجتمعت (من حيث المبدأ) على أنها تمثل التيار الوطني الذي كنا ولا زلنا نفتخر برموزه القدامى فإنه (ومن حيث المبدأ) نقول بأن نواب تلك الكتلة يسيؤون لتاريخ تلك الرموز التي ناضلت وكافحت من أجل الدستور والحريات ومكافحة الفساد واساءتهم تكمن بأنهم تلاميذ لا يجيدون قراءة التاريخ ولا يفهمون ترجمة المبادئ على أرض الواقع، ولكنهم تفوقوا (من حيث المبدأ) باللعبة السياسية التي تفتقد للمباديء والأخلاق ونجحوا بعقد الصفقات والمساومات والتي كان رموز التيار الوطني يرفضها على حساب مبادئه وشعاراته.

وبالعودة لندوة كتلة العمل الوطني الاربعاء الماضي نجد تناقضا واضحا بين ممثليها من حيث الخطاب الذي وجهوه لقواعدهم وللشعب الكويتي فأحدهم طالب بحل المجلس ورحيل الحكومة بينما الثاني اعتبر حل المجلس حماية للمتورطين بالفضيحة المليونية وثالث خلط الحابل بالنابل ورابع ركز على المانشيتات الصحفية، ورغم اعلان الكتلة تأييدها للاستجواب “من حيث المبدأ” ألا أنها وضعت نفسها بشبهة عقد الصفقات التي سبق وان اتهمت بها في الاستجواب الأخير واعطت الفرصة لخصومها باستغلال هذه التناقضات وهذا الموقف الضبابي، خاصة وأن كل نوابها أشاروا لتورط الحكومة وتواطئها بهذه الفضيحة التي هزت المجتمع الكويتي ومؤسساته الدستورية، ولأنه (ومن حيث المبدأ) تم تحميل الحكومة مسؤولية هذه الفضيحة واتهموا البنك المركزي بعدم قيامه بواجباته الأمر الذي يجعلنا نتساءل ما الذي يجعلهم فقط مع الاستجواب (من حيث المبدأ) طالما تؤكدون لنا بتورط الحكومة وذكرتم كل أوجه الفساد بأغلب مؤسسات الدولة..

يعني بالعربي المشرمح هل يتوقع نواب العمل الوطني براءة الحكومة من هذه الفضيحة وغيرها من قضايا الفساد التي أصبحت واضحة وضوح الشمس والتي ذكرتم جلها بندوتهم، أو أنهم يراهنون على عقول وقناعات قواعدهم الانتخابية أو أن اتهامهم للحكومة جاء نتيجة ضغوط قواعدهم الانتخابية فرؤوا أن يخلطوا الحابل بالنابل لحين أن يجدوا مخرجا لهم في الايام القادمة يبررون به موقفهم الضبابي (من حيث المبدأ) سنعرف الأجابة في الأيام القادمة..