د.عبدالرحمن العوضي ينتقد زيادة استعراض العضلات والتصرف غير المسؤول تحت اسم الحرية
زاوية الكتابكتب أكتوبر 15, 2011, 1:09 ص 1610 مشاهدات 0
الأنباء
عندما تصاب الأمة بالتخمة من الحرية
السبت 15 أكتوبر 2011 - الأنباء
التخمة عادة مرتبطة بأمراض المعدة، ويكون السبب الرئيسي لها كثرة الأكل من دون أي حساب، أي الشراهة في الأكل وعدم تقدير الكمية والنوعية التي يأكلها الإنسان مخالفا لأوامر نبينا صلى الله عليه وسلم حيث قال «بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه» كما حدد صلى الله عليه وسلم بأن المعدة يجب ان يكون ثلثها للطعام وثلثها للهواء وثلثها للماء، اي ان هناك مقياسا لتحمل المعدة من كميات الأكل وتنوعها، فكلما كان الأكل دسما وفيه البهارات كانت المعدة تعاني من عسر الهضم.
قد يستغرب القارئ من العلاقة بين قصة المعدة وقصة الحرية، فما نشاهده هذه الأيام في الكويت يسيء الى مفهوم الحرية التي نبالغ في استعمالها دون الاعتبار الى مشاعر الغير ودون الاعتبار الى ما قد يسببه هذا التصرف من ايذاء للوطن، الكل يقول كل شيء والكل لا يفرق بين الخصوصية والعمومية، والكل يرمي الاتهامات يمينا وشمالا، والكل يطالب بحقوقه غير مدرك ان ما يحصل عليه من حقوق يجب ان يقابله الواجب المناسب، كما يجب ان نحسب حساب الآخرين لأننا نتعايش مع بعض في مكان واحد وتحت ظروف اجتماعية واقتصادية وأمنية ونفسية واحدة، فأي اضطراب للتوازن الدقيق بين هذه الظروف سيؤدي حتما الى عدم التوازن. وأنا في هذه المقالة أود ان أتطرق فقط الى زيادة استعراض العضلات والتصرف غير المسؤول تحت اسم الحرية، ورغم ان دستورنا وقوانينا تسمح بمساحة كبيرة من الحرية، لكن مهما بلغت حجم هذه المساحة فإنها في النهاية تنطبق علينا إذا ما أسأنا استعمال المساحة الجميلة المسموح لنا بها قبل ان نعتدي على حرية الغير. فمثل هذا التصرف في نظري ينطبق عليه مفهوم التخمة اي ان الأوضاع لا تستطيع تحمل مثل هذه التصرفات وتتحول الى مشاجرة وقد تنتهي الى عزل وتحرك بين الفئات المختلفة.
فحسنا عمل مجلس الوزراء عندما وقف أمام هذا الابتزاز الذي نجده على الساحة ورفض ان يمتثل لتهديدات الاضرابات والاعتصامات والمظاهرات لأن الموضوع إذا خرج عن حدود المعقول ستعم الفوضى ونعيش فيما يسمى حارة كل من إيده إله، اي شريعة الغاب. فعلينا ان نتمسك بالقانون وألا نضعف الحكومة ولا نترك كل من هب ودب يتصرف على هواه. لقد وصل الأمر بنا ان الطلاب في المدارس يهددون بالإضراب لأنهم غير راضين عن الدرجات والامتحانات الشفوية رغم ان أساليب التقييم متفق عليها دوليا وفق قواعد مدروسة وتتفاوت بشكل بسيط وتتناسب مع الأوضاع الاجتماعية والتعليمية.
وهذا خير مثال على ان الخروج عن القواعد والقانون نتيجته الفوضى، كما أدت زيادة الأكل في الوجبات السريعة والمشروبات الغازية الى السمنة التي أدت الى أمراض بين الأطفال وأخذت الدول المتقدمة تغير الوجبات الغذائية في هذه المدارس صونا لصحتهم.
وهذه التصرفات تذكرني من قبل بعض المسؤولين الذين يشترون المكاسب بغض النظر عن النتائج بالزيارة التي قام بها أحد زعماء الثورات لبعض الجامعات في بلده وكانت هديته لهم الأمر بالزحف من صف الى صف آخر دون اي امتحانات. الأمر الذي أدى الى عدم اعتراف الجامعات العالمية بشهادات تلك الجامعة رغم انها كانت من أفضل الجامعات ومعترف بها في كل أنحاء العالم لدى جميع الجامعات المعروفة قبل هذا التصرف من هذا المسؤول.
وكل ما أخشاه ان يصل الينا مثل هذا التصرف وبعدها نقول على التعليم السلام.
تعليقات