الفساد من الكويت إلى الخارج- يكتب عنه الزيد

زاوية الكتاب

الحركات الإحتجاجية العالمية خرجت للتظاهر بوقت واحد، ولم يُشكّك بهم، رغم عراقة ديمقراطياتهم، وبرلماناتهم المحترمة، وصحافتهم الحرة

كتب 1825 مشاهدات 0

من احتجاجات وول ستريت السبت الماضي

زايد الزيد

تحت شعارات كثيرة منها : 'انزل الى الشارع ' و ' اصنع عالما جديدا ' و ' حل وحيد : الثورة ' و 'انتم تقامرون بمستقبلنا '،
خرج عشرات الآلاف من البشر في ٩٥١ مدينة ، في اكثر من ٨٢ دولة ، في الوقت ذاته ، يوم السبت الماضي ، ضمن الترتيب الذي اعدته 'حركة ١٥ اكتوبر' العالمية ، وهي حركة نشأت للتعبيرعن الاحتجاج ، ضد سلطة رؤوس الأموال الفاسدة ، والتي ادت الى نشوء الأزمة المالية العالمية ، التي لازالت آثارها بادية للعيان .
في بيان 'حركة ١٥ اكتوبر' جاء فيه:'ان قوى تعمل لمصلحة أقلية متجاهلة إرادة الأغلبية الكبيرة ولابد أن يزول هذا الوضع الذي لايطاق ، لقد اعتبر يوم السبت الماضي ١٥اكتوبر ، هو اليوم الأول للتعبئة الاحتجاجية ، في العالم كله ، على تدهور الأوضاع الاقتصادية وهيمنة رأس المال .
حركة ١٥اكتوبر تم الاعداد لها منذ خمسة أشهر،ويوم السبت الماضي ، يوم الاحتجاج الاول ، تجمع الغاضبون امام الأماكن التي اعتبروها تمثل الاستغلال المالي والاقتصادي لأحوالهم المعيشية ،لذا فانهم اختاروا التجمع في وسط 'وول ستريت' بنيويورك وحي 'سيتي' المالي في لندن وامام البنك المركزي الأوروبي في فرانكفورت لانها ترمز للفساد المالي .

وأنا أقرأ عن هذه التحركات وأمامي موقع الجزيرة نت الذي نقلت عنه المعلومات السابقة،تذكرت حراكنا السياسي الذي يعتمل منذ فترة ليست بعيدة ، ورأيت أن الغاضبين من جموع حركة ١٥اكتوبر ، نزلوا إلى الشارع على الرغم من انهم ينتمون لديمقراطيات عريقة ، وبرلماناتهم محترمة وصحافتهم حرة ، ومع ذلك فإن الغاضبين هناك ، حينما رأوا أن المؤسسات على عراقتها ومهنيتها ، لم تمنع ظهور الفساد ولم تحد من الاستغلال ، وجدوا ان الشارع هو ملاذهم .

ولاحظت ان الغاضبين في بعض المدن ، كانوا بضع مئات ، فلم يقلل أحد من شأن الحركة ، بل أن الاعلام انبرى للتغطية ، والمحللين تسابقوا نحو تشريح الظاهرة !

واتساءل : ماذا لو كان ثلث أعضاء برلماناتهم متهمين بالرشوة او غسيل الاموال ، ولم يستقيلوا او لم تقم السلطات بحل تلك البرلمانات ؟؟ واتساءل: ماذا كانت ستعمل حينها تلك الجموع الغاضبة ؟هم يحتجون على فساد السياسات التي ادت للبطالة ولكنهم فقدوا الثقة بحكوماتهم وبرلماناتهم !

ولكن لكم أن تتخيلوا ، ماذا كانوا سيفعلون ، لو ان ممثليهم الذين وصلوا على اكتافهم للحكومات والبرلمانات ، كانوا من ' قبيضة ' الرشاوى؟ مجرد سؤال .

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك