البغلي يعتبر صفقة جلعاد ضربة معلم يهودية، تخلصت فيها إسرائيل من إطعام ألف فلسطيني!

زاوية الكتاب

كتب 1089 مشاهدات 0


 


 

رجل بأكثر من ألف رجل!
كتب علي أحمد البغلي :
 
الأسبوع الماضي سعدنا كثيراً بتحرير 1027 أسيراً فلسطينياً لدى السلطات الإسرائيلية مقابل تحرير جندي إسرائيلي واحد هو جلعاد شاليط. وقد ذهلنا عندما رأينا شاليط المحرر بسحنته الصفراء وقوامه النحيف يستقبله رئيس الوزراء الإسرائيلي، في ظل معارضة إسرائيلية واسعة للصفقة، والمعارضة كانت من ذوي ضحايا أولئك الأسرى. وقد عرضت عائلة اثنين من الضحايا مبلغ نصف مليون دولار لمن يقتل اثنين من الأسرى المحررين اتهموا بقتل عدد من الإسرائيليين بينهم أقرباء لهذه العائلات.
ما يلفت النظر إلى صفقة المبادلة، بالإضافة إلى كبر عدد المحررين الفلسطينيين مقابل جندي إسرائيلي عادي يوجد مثله عشرات الآلاف، هو الدلالة على احترام قيمة الإنسان لدى أعدائنا الصهاينة، نرجو من اغلب حكامنا وقادتنا الفطاحل أخذ العظة والعبرة منهم. ففي حين يفرج عن أعداء محتملين لسلامة الإسرائيليين، يقوم بعض قادتنا العرب بقتل الآلاف من شعوبهم لحماية أنظمتهم، ولأن شعوبهم كما يدعون تأتمر بأوامر خارجية تعادي تلك الأنظمة العربية لصمودها وممانعتها ووطنيتها ودمويتها مع شعوبها!
عملية التبادل المذهلة لما يزيد على ألف إنسان مقابل إنسان واحد، وصفها أحد القادة الفلسطينيين في حركة حماس، وهو الأمين العام «للجان المقاومة الشعبية» زهير القيسي، بأنها إنجاز تاريخي، ومشاهد الإنجاز كانت واضحة في الاحتفال الشعبي والرسمي للأبطال المحررين من سجون الاحتلال، وكان الفرح واضحاً على وجوه الفلسطينيين، فيما كان الخزي والعار للعدو الإسرائيلي من خلال الاستقبال المخزي من جانب رئيس الحكومة الاسرائيلي بنيامين نتانياهو لجلعاد شاليط، حسب قول المسؤول الفلسطيني!
نحن نقول لأخينا القيسي، نحن أيضاً فرحنا بتحريركم لأسراكم من سجون العدو وفرحنا بقراركم (حكومة غزة) بإعطاء كل أسير محرر ألفي دولار نقداً وإسكان عدد من المبعدين منهم من الضفة الغربية للقطاع 163 في عدد من فنادق مدينة غزة لمدة شهر، على أن يتم منحهم شققاً سكنية في وقت لاحق، كما قررت حكومة هنية منح كل منهم هاتفاً خلوياً، وستوفر لهم سيارات لتنقلاتهم، كما فرحنا لموافقة السلطات في الدوحة وأنقرة ودمشق استقبال عدد منهم، ولكن ألا تظن أن صفقة التبادل كانت ضربة معلم يهودية؟ فقد وفرت الحكومة الإسرائيلية ملايين الدولارات من المصاريف التي يتطلبها سجن أكثر من ألف شخص في سجونها من مأكل ومشرب وملبس وحراسة أمنية، ونقلت عبء إعاشة هؤلاء على حكومة حماس، «اللي فيها ما يكفيها». أما إسرائيل، فهي لن تغرم إلا مقابل إعادة تأهيل جلعاد شاليط للحياة المدنية مقابل تخلصها من أكثر من ألف شخص كانوا عبئاً عليها ألقته عليكم؟! فمع شديد الأسف، إن جلعاد شاليط كان رجلاً إسرائيلياً واحداً مقابل أكثر من ألف امرأة ورجل فلسطينيين!
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
• • •
• هامش:
في اعتصام جرى في غزة الاثنين الماضي لذوي الأسرى الفلسطينيين، الذين لم يفرج عنهم، ناشدت زوجة الأسير سلامة مصلح السلطات المصرية وفلسطينيي «حماس» و«فتح»، وذهبت من شدة الإحباط واليأس بصوت خنقه البكاء والنحيب لمناشدة الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط الذي جرب السجن، على حد قولها، لخمس سنوات، ببذل جهده لإخراج زوجها الذي تنتظره منذ 18 عاماً لا غير!

علي أحمد البغلي

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك