اسامة الشريف يقول اوروبا ليست بخير وهي تعاني من ركود وبطالة وازمات اجتماعية وتحديات سياسية منذ انفجار الازمة المالية العالمية
الاقتصاد الآنأكتوبر 27, 2011, 10:24 ص 501 مشاهدات 0
ستصدر اسواق العالم حكمها على خطة انقاذ منطقة اليورو التي يعمل قادة سبع وعشرين دولة على انفاذها في بروكسل. الخطة ترمي الى الغاء نحو ستين بالمئة من ديون اليونان السيادية بعد فشل خطط سابقة لانقاذ حكومة اثينا من الافلاس كلفت منطقة اليورو البلايين وتهدد اليوم سلامة النظام المصرفي برمته. وتهدف الخطة ايضا الى ضخ بلايين اليوروهات في صندوق انقاذ مشترك تحسبا من تعثر مماثل يأتي من ايطاليا واسبانيا. لكن اوروبا ليست بخير وهي تعاني من ركود وبطالة وازمات اجتماعية وتحديات سياسية منذ انفجار الازمة المالية العالمية في عام 2008.
الاتحاد الاوروبي هو ثاني اكبر سوق في العالم بعد الولايات المتحدة، واليورو الذي دخل الخدمة قبل نحو عشر سنوات كعملة موحدة هو جزء اساسي من النظام الاقتصادي العالمي واستقراره ضروري للخروج من الأزمة المالية والاقتصادية التي تعصف بمعظم الدول. لكن المشككين يحذرون من ان مشاكل اوروبا الحقيقية تكمن في ضعفها السياسي وان اتحادها الاقتصادي لم يكتمل بسبب لامركزية القرار والطبيعة الخاصة لكل عضو.
تجربة اوروبا الاتحادية واحتمال فشلها اذا ما انهارت منظومة اليورو تعد الحدث الأهم اليوم في عالم المال والاقتصاد. اذا ما رفضت الاسواق خطة الانقاذ او شككت فيها فاننا قد نشهد موجة جديدة من اضطراب الاسواق العالمية وانكشاف ازمات اخرى. الدول النامية ستكون الاكثر عرضة لهذه الاضطرابات حيث من المتوقع ان ترتفع اسعار المواد الاولية والاساسية من خلال مضاربات وتحولات في نهج الاستثمار بحثا عن ملاجئ آمنة.
وحتى لو تمكن زعماء الاتحاد الاوروبي من الاتفاق على خطة انقاذ مقنعة فان هناك سلسلة من الاستحقاقات تواجهها معظم دول اليورو. في السنوات الماضية تحولت عشر دول على الأقل الى اليمين، ونجح اليمين المتطرف في تحقيق مكاسب في هولندة وايطاليا والمانيا على خلفية العداء ضد المسلمين. وفي المانيا تزداد اعداد المشككين بالاتحاد الاوروبي وعملة اليورو. وفي بريطانيا يطالب المحافظون باجراء استفتاء شعبي حول عضوية المملكة المتحدة في الاتحاد الاوروبي.
تحوم اليوم اسئلة كثيرة حول مستقبل اوروبا الموحدة واذا ما قيض لهذه التجربة ان تنهار فان ذلك الحدث ستكون له تداعيات كبيرة على استقرار النظامين الاقتصادي والمالي في العالم. وحتى اذا ما اختار زعماء القارة الغاء الجزء الأكبر من ديون اليونان فان هذه ستكون سابقة قد تدفع بغيرها من الاعضاء المنكوبين لطلب المعاملة بالمثل.
تعليقات