فيحان العتيبي: انتهت صلاحيتكم يا مستقلين

زاوية الكتاب

كتب 552 مشاهدات 0


التداعيات السياسية والبرلمانية في البلد متلاحقة ومتسارعة خلال الأسبوعين الماضيين لا يكاد المتابع يستطيع تفسيرها بدقة، إذ ان موضوع استجواب وزير النفط الشيخ علي الجراح طغى على حدث مهم يحتاج إلى تفسير واضح، فقد بدأت كتلة المستقلين في مجلس الأمة بالتصدع والانشقاق خلال اسبوع شهد انسحاب ثلاثة من أعضائها، إذ أعلن النائب مزعل النمران قبل نحو اسبوعين انسحابه من الكتلة في تصريح مقتضب لم يفصح فيه عن الأسباب التي دعته إلى اتخاذ هذا القرار، ولحق به النائب عبدالله راعي الفحماء الاسبوع الفائت ليعلن انسحابه ، موضحا ان المجلس الحالي ليس فيه كتلة بهذا الاسم، بينما فجر المفاجأة الكبرى النائب صالح عاشور ليطلق رصاصة الرحمة على نعش الكتلة ليصفها بأنها كتلة هلامية، ووصف أعضاءها بأنهم حاولوا استغلال المسمى لأسباب شخصية، وأشار إلى ان الكتلة لم تلتئم في المجلس الحالي وانما كانت موجودة في المجلس السابق. بعد مناقشة قانون تعديل الدوائر الانتخابية بأيدي أطراف حكومية وغير حكومة حاولت وأد هذا المشروع لكن محاولاتهم باءت بالفشل وانقلب «السحر على الساحر» بسقوط معظم أعضائها في الانتخابات البرلمانية الأخيرة.. لدرجة ان أعضاء الكتلة تخوفوا من العودة لتشكيل الكتلة من جديد في المجلس الحالي لشعورهم بردة فعل الشارع الغاضبة عليهم فأصبح الانضمام اليها سُبّة ووصمة عار في جبين أعضائها! كتلة المستقلين بدأت حاليا بالتفكك بتساقط أعضائها الواحد تلو الآخر لأن الذي بينهم «ما صنع الحداد» ونظرا لأنها تضم «الشامي والمغربي» وليس هناك توافق أو تناسق في الأفكار أو الرؤى أو الايديولوجية وانما كان الرابط التصدي لتقليص الدوائر، فانتهى التناغم والهدف الذي يلتقي حوله الأعضاء، ما دعاهم إلى الانسحاب من الكتلة لتخوفهم من حل مجلس الأمة في أي وقت والعودة إلى الشارع وخوض الانتخابات. سبق أن أشرنا في مقالات سابقة إلى ان كتلة المستقلين صناعة حكومية وأنها لن تصمد طويلا بسبب عدم التجانس بين أعضائها، ويكفينا وصف النائب صالح عاشور بأنها كتلة هلامية فشهادته مثال حي على استغلال أعضائها للتمصلح من وراء الكتلة ويمثل فجوة الخلاف الواسعة بينهم وعمق الانشقاق داخل الكتلة التي من المتوقع ان تشهد انقسامات وانسحابات جديدة، ولن نصدق ما ذكره الأعضاء المنسحبون عن أنها لم تجتمع خلال المجلس الحالي لأنها خلال التشكيل الوزاري الأخير كانت تطالب بدخول من يمثلها في الحكومة.. صحيح قول من قال ما بني على باطل فهو باطل!
الوسط

تعليقات

اكتب تعليقك