محمد الشيباني يتذكر العصر الذهبي للشيخ عبدالله السالم!

زاوية الكتاب

كتب 539 مشاهدات 0



القبس

الشيخ عبدالله السالم!
كتب محمد بن إبراهيم الشيباني :
    
«لو احتاج أحد من أفراد شعبي إلى عباءتي لخلعتها من على ظهري وسلمتها له»
(الشيخ عبدالله السالم الصباح ـــــ 1950 - 1965).

لا أدري لماذا تذكرت هذا الرجل في هذا الوقت؟ هل لأني عشت حقبته كاملة من أولها (1950) إلى نهايتها عام (1965)، حيث يمر بنا في كيفان في الشارع الذي بيننا وبين منطقة الشامية حتى رجوعه يومياً من قرية الجهراء مع سائقه وحدهما في سيارته الكاديلاك السوداء من دون حماية لا من أمامه ولا من خلفه! أم هو تذكر لعصره الذهبي، كما ذكره المؤرخ الحاتم بقوله: «الذي انطلقت فيه الحياة الهانئة من عقالها بأجلى مظاهرها وانعتق فيه العيش الرغيد من إساره»؟!
لقد انجلت في عصر الشيخ عبدالله السالم الصباح، يرحمه الله، الكثير من المعضلات والأزمات المحلية والإقليمية، وقد حلت بأسهل ما يكون، مشكلة الماء في الداخل ومشكلة التهديدات العراقية في الخارج، وآخرها تهديدات عبدالكريم قاسم عام 1961، وليس هذا فقط، فقد كان هذا الرجل لا يتكلم كثيراً، وإذا تكلم كان لكلامه معنى وبعد نظر، واهتز له من في الداخل والخارج، لقد رفع من شأن اخوانه العرب الرؤساء والشعوب وساعدهم ووقف مع محنهم وصالح بين المتنازعين والفرقاء، لم يهتم بالسياسة عند المساعدة والتمويل، فكانت أموال الكويت الكثيرة هي للمواطنين والعروبة والإسلام.
لقد كان أول من بنى للأيتام والأرامل البيوت في المناطق الداخلية، وفكرته كانت كذلك بناء بيوت الحكومة في جميع مناطق الكويت، كان يرى أن خير الكويت لأهلها في الأول والأخير، وهو ما حباهم ربهم به فليوزع عليهم، وذلك عندما أنشأ لجنة التثمين، حيث إن الكثير من الكويتيين لا يملكون المال لبناء البيوت في المناطق السكنية الجديدة خارج السور. حكمته أن المال وجد ليسعد الناس و«يتبحبحوا» به، وهو رزق أتاهم من ربهم، وهو سبحانه مقسم الأرزاق ونحن الأسباب.
كانت يده سخاء لا يحب الجمع والتكاثر، وقد ذهب ولم يعلم عنه أنه ترك شيئاً يشار إليه أو يذكر أو يتحدث به بعد موته! فقد كان يجمع للشعب وإلى سعادتهم وضمان مستقبلهم.
رحمة الله عليك أبا سالم لا أعلم كيف تذكرتك، لقد جرني القلم! والله المستعان.
* * *
• الصبر
«اللي ما يصبر على نفسه ما تصبر عليه الناس»!

محمد بن إبراهيم الشيباني

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك