الدعيج يتهم نواب المعارضة بالتعدي على صلاحيات صاحب السمو

زاوية الكتاب

كتب 827 مشاهدات 0



القبس

المزيد من الأخطاء الدستورية
كتب عبداللطيف الدعيج :
    
نتفق مع الجميع على ان هناك ترديا عاما يلف البلد. ووصفه بالعام يعني انه ليس هناك مؤسسة او جهة لم يطلها هذا التردي، او بمس نشاطها، او على الأقل علاقتها بالغير. ومن هذا الذي تردى، او في الواقع في مقدمته، هو «العمل السياسي». ولست هنا مع الاسف في سبيل شرح اسباب هذا التردي السياسي، مع ان ذلك ضروري ومنطقي، ولكن سأضطر الى تجاوز ذلك تجنبا لسوء الفهم ولاتهامات العنصرية والفوقية وغيرهما مما يحصن الضعفاء والسذج والمتضررين من الحقيقة انفسهم به.
التردي السياسي، وهذا بالمناسبة يعتبر مديحا، فربما يكون الامر خيانة او تواطؤا، التردي السياسي الذي يغذيه ويحتضنه نواب وجماعات المقاطعة يستمر في التصاعد وفي الواقع التطور ايضا – التطور الوحيد في الكويت - ويزداد تجذرا يوما بعد يوم. التصعيد الاخير في الموقف من الحكومة ومن رئيسها بالذات انحدر بالعمل السياسي الى الدرك الاسفل، اذ تم اختراق اصول، والتغاضي عن مبادئ، والقفز على قوانين وثوابت دستورية في سبيل تحقيق رغبات واحلام، لن يؤدي تحقيقها اصلا الى نتيجة مرضية او تغيير حقيقي في الساحة السياسية.
آخر هذا التردي هو التخلي عن سلطات الامة، وضرب المبادئ الدستورية وقواعد النظام البرلماني الكويتي باصرار نواب المقاطعة ـ بعد فشلهم في تحقيق اغلبية كافية لاعلان عدم التعاون مع رئيس مجلس الوزراء وفق المادة 102 من الدستور ـ على تحقيق هدفهم بنقل الصراع وحسمه في الديوان الاميري بدلا من موقعه الطبيعي والدستوري تحت قبة عبدالله السالم.
لقد تعدى نواب المقاطعة كثيرا على صلاحيات صاحب السمو الامير، عبر اعلانهم اكثر من مرة عزل رئيس مجلس الوزراء او حل مجلس الامة، لكنهم اليوم يلجأون مباشرة الى الاحتكام اليه في تجاوز واضح لاحكام المادة 102 التي تجيز لهم الاحتكام الى الامير بعد حصولهم على الاغلبية وليس قبل ذلك. ان للامير حق تعيين واعفاء رئيس مجلس الوزراء، ولأعضاء مجلس الامة حق ابداء عدم التعاون. نواب المقاطعة فرطوا في حق ابداء عدم التعاون وتخلوا عن حق الامة في الرقابة على الحكومة وفي تصويب رئيسها او تحديد مصيره.
لذلك فان الاصرار على اقحام جملة «مع الاحتفاظ بحقوقنا الدستورية» في بيانهم الاخير لا معنى له، فقد فرطوا هم وليس احد آخر في هذه الحقوق عندما اصروا على نقل الصراع من مكانه الطبيعي والدستوري. ان تحقيق اغلبية لاعلان عدم التعاون ليس بالامر الصعب، خصوصا في التخبط الذي تغوص فيه الحكومة يوما بعد يوم. لكن الان لم يعد ذلك مقبولا ولا ممكنا اصلا بعد ان وضع نواب المقاطعة مصير الحكومة ورئيسها بيد صاحب السمو وحده.
• • •
أحمد أم جاسم السعدون؟
• نقل عن النائب احمد السعدون تذمره امام صاحب السمو من الحالة الاقتصادية التي اوصل رئيس مجلس الوزراء البلد اليها عبر الزيادات والمنح التي ضخمت من الميزانية. وقال السعدون - وفق ما نسب اليه - ان البلد مقبل على كارثة حقيقية في السنوات المقبلة بسبب عدم وجود موارد اخرى للدخل.. السؤال هنا: من هو زعيم كتلة العمل الشعبي وما هو شعار وديدن هذه الكتلة غير الزيادات والمنح والعطايا للمواطنين؟!

عبداللطيف الدعيج

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك