معارضة اليوم ليست وطنية، برأى سعود السمكة، ومعظم اعضائها يحملون فكراً معادياً للدولة المدنية

زاوية الكتاب

كتب 1239 مشاهدات 0



القبس

قراءة بين السطور
لكل مقام مقال
كتب سعود السمكه :
    
على الرغم من ان كتلة ما يسمى بنواب المعارضة تؤكد كل يوم أنها ليست معارضة وطنية وليست بوارد الدفاع عن الدستور، بل على العكس هي اكثر من ينتهك الدستور، بل ان معظم اعضائها يحملون فكراً معادياً للدولة المدنية ذات النظام الدستوري، ويعملون على ترسيخ نظام الدولة الدينية وفق فكرهم.. وان ما تبقى من اعضائها يرون في الدولة الدستورية ان تكون دولة انتهاك القانون ودولة العصبية القبلية والطائفية.. كذلك يرون ان الدولة الدستورية ينبغي ان تسير وفق فهمهم للديموقراطية، اي ان تخضع لارهاب الاقلية، واذا تعارض هذا المطلب من خلال إصرار الأغلبية على حماية النظام والقانون، فإن المطلوب في مفهوم هذه الاقلية إلغاء الاغلبية، واذا لم يتسنّ لها إلغاء الاغلبية من خلال القنوات الدستورية والقانونية القائمة على قواعد الاصول والمنطق، وهو الامر الطبيعي في عالم الديموقراطيات، فإن الشارع هو البديل.
هذه هي المعارضة اليوم.. معارضة تسعى الى كرسي رئاسة مجلس الامة، وتسعى جاهدة في محاربة دولة الدستور والنظام الديموقراطي، وتسعى لترسيخ ثقافة الفوضى وتقويض اسس القانون، وتسعى الى تأليب الشارع على الدولة الى درجة انها وصلت الى تحريض طلبة المدارس على التطاول على رموز البلد في محاولة سافرة لنزع الهيبة عن نظام الحكم.
نكرر، نعم هناك قصور وهناك اخطاء بل خطايا، وهناك فساد في معظم ان لم يكن كل قطاعات الدولة ويستحق الوقفة ويتطلب معالجة قاسية.. لكن وقفة مع من؟!.. مع هكذا معارضة؟!
ان الذين يقفون مع هذه المعارضة ويؤيدون مطالبها اليوم، وبعضهم لهم مواقف وتاريخ وطني مشرف، عليهم ان يعيدوا النظر في موقفهم هذا، سواء كانوا نواباً أو اصحاب صحف، وألا ينجرفوا مع من يتاجر بالشعارات الوطنية، وكأن النزاهة والوطنية تنزلان فجأة على المرء ليتحول من فاسد شرير منتهك للقوانين الى صاحب مبادئ.
ان المطلوب اليوم من هذه القوى الوطنية، سواء كانت صحافة او جماعة او مجموعة او كتلة او تياراً، ان تضع امامها مبدأ «لكل مقام مقال»، حيث الخطر الذي تمثله ما تسمى بالمعارضة اليوم هو الأشد فتكا بالبلد، فهذه المعارضة تريد ضرب النظام، وتسعى إلى إشاعة الفوضى.. هذه المعارضة تريد استبدال النظام الديموقراطي بنظام قبلي طائفي.. تريد تحويل البلد الى دولة دينية على اساس فكر مذهبي احادي متطرف لا يعترف بالغير ويكفره!
شخصيا، اقسم بالله العظيم ان البلد يعيش حالة من الفساد غير مسبوقة ولا يستطيع اي شخص كان لديه ذرة من ضمير ان ينكر هذا.. لكن يا ناس، الفساد لا يعالجه من هو واقع فيه من رأسه الى ادنى قدميه كهذا البعض ممن يدعي المعارضة اليوم!
إن المطلوب في هذه المرحلة ـــ ان كنا فعلا صادقين في المعالجة الحقيقية ـــ ان نبدأ بالتشخيص للحالة وفق المنظور الوطني المجرد بعيدا عن العاطفة او التسابق في المزايدة او تحت ضغط المصالح.. فإذا نجحنا في مثل هذا التشخيص فسنجد انفسنا فعلاً امام مصلحة الكويت، لاننا حتما سنجد هذه المصلحة تكمن في محاربة هذا النوع من المعارضة وعزله وطرده من سياقنا الوطني ثم نبدأ على ارض نظيفة لمواجهة الفساد المستشري اليوم في البلد.

سعود السمكه

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك