مشعل الظفيري يطالب «نهج» بألا يخرجوا عن النهج

زاوية الكتاب

كتب 762 مشاهدات 0



الراى

 

 إضاءة للمستقبل / «نهج» لا تخرجوا عن النهج

اليوم باعتقادي هو مفترق طرق للشباب فإما أن يثبتوا حرصهم على البلد وعلى هيبة مؤسساته، وإما أن يعطوا الفرصة أكثر لقوى الفساد والمفسدين في الأرض لينالوا من شعاراتهم الوطنية النزيهة. وعلى الرغم من اختلافنا على أداء الحكومة وتعرضها المستمر للدستور ومواده إلا أنني لا أؤيد الخروج على طاعة ولي الأمر صاحب السمو أمير البلاد، ولا نوافق أبداً التعرض على حرمة الأموال العامة، فما حدث في يوم الأربعاء الماضي من اقتحام لمبنى مجلس الأمة عن طريق بعض القوى الشبابية، وبعض أعضاء مجلس الأمة، إنما يعزز ثقافة الخروج على القانون وعدم احترام هيبة الدولة، حتى وإن كانت الحكومة تفعل ذلك، لأننا لا نشجع على أن تتم معالجة أخطاء الحكومة بأخطاء أكبر منها، فبيت الشعب (مجلس الأمة) يفترض بنا أن نكون دروعا بشرية له حتى لا يتم اختراقه.
من الإنصاف والعدل أن نقول بأن قوات الأمن بالفترة الأخيرة كانت تتعامل برقي مع جميع الاعتصامات، وكانت تسعى دائماً للتهدئة وعدم الاحتكاك، وأن هناك مجموعة من الشباب كانت تحاول أن تثير هذه القوات لتفسد الأهداف النبيلة لهؤلاء الشباب حتى يصفونها بالفوضوية والحزبية والقبلية... فهل أنتم موافقون على ذلك؟ يجب عليكم اليوم أن تبرهنوا للجميع رقي طرحكم وحرصكم على طاعة ولي الأمر، وأن تناضلوا بما يتوافق مع روح القانون، وأن تتخذوا من ساحة الإرادة حصنا لكم للوصول إلى ما تريدون من أهداف، واتركوا عنكم تجاوزات الحكومة وتجاوزات المحسوبين عليها، فالكل يعرف الغث من السمين، وإن تهم النواب القبيضة في حقكم هي بمثابة شهادة فخر واعتزاز، كما قال الشاعر:
إذا أتتك مذمتي من ناقص
فهي الشهادة لي بأني كامل
وأنتم يا نواب المعارضة يُفترض بكم أن تقودوا الشارع وليس العكس، لأن هؤلاء الشباب قد تطغى عليهم الحماسة فتكونوا عاجزين على السيطرة، ولهذا أطالبكم بتوحيد الصفوف وتوزيع الأدوار، وأن لا تترك المسألة للاجتهادات الشخصية، واقتحام مبنى مجلس الأمة لم تكونوا قادرين على رده حتى وإن كان البعض منكم لا يريده، ولست بحاجة لسماع رأي النائب أحمد السعدون لأنني أعلم يقيناً أنه يرفض ما حدث جملة وتفصيلاً، ومسألة المطالبة برئيس وزراء شعبي وإشهار الأحزاب ودائرة انتخابية الواحدة من وجهة نظري لا تقوى عليه ساحتنا السياسية المريضة، وقد تكون بمثابة رصاصة الرحمة على ديموقراطيتنا العرجاء ودستورنا المريض، والواجب أن تكون المطالبات اليوم بحدود العقل والمنطق، فالتوسع يشتت الأهداف، ويضيع الجهود، ويجعلنا معرضين باستمرار إلى حرب الأهواء الشخصية والاجتهادات الحماسية التي قد تقلب الوضع رأساً على عقب. حفظ الله الكويت وشعبها من مكروه.

إضاءة
إذا كنا مستمرين بالديموقراطية والحرية بسرعة قصوى، والقانون معطل على جانب الطريق، فهذا بلا شك سبب رئيسي لإشاعة الفوضى، والواجب علينا اليوم أن نكون محافظين أكثر على ما تبقى لنا من الدستور، وأن تكون ممارستنا الديموقراطية وفق الدستور ومواده بغض النظر عن التصرفات التي تتم في الجانب الآخر، ولا تنظروا للهالك كيف هلك وانظروا للناجي كيف نجا.


مشعل الفراج الظفيري

الراى

تعليقات

اكتب تعليقك