يمكن تطوير صناعة السياحة في دول الخليج بخبرات الخليجيين بقلم عبدالله العبيدي
الاقتصاد الآننوفمبر 21, 2011, 10:30 ص 524 مشاهدات 0
الواقع يقول: ان السياحة تكاد تكون المصدر المهم في بعض الدول التي تفتقر للثروات الطبيعية ونرى ذلك جلياً في جزيرة في قلب المحيط «عذراء المحيط الهندي جزيرة سيشل» رغم أن أجواءها لا تختلف كثيراً عن بعض جزرنا الخليجية من ناحية «الحر والرطوبة» .
ولكن الخدمات هي ما يبحث عنه السائح بصفة عامة، فهل قدمنا هذه الخدمات بطريقة وجهة سياحية أم قدمناها بمنظورنا كـ..سياح..؟! وهنا أتحدث عن ماهية الخدمات وطريقتها.
واقع التجربة الشخصية التي مرّت بي تقول أن السياحة تُختطف –أحياناً- من بعض أشخاص في بعض المرافق السياحية، لا يُمثّلون السياحة في بعض البلدان الخليجية للأسف، بالرغم من أن الدولة تحرص كل الحرص على الارتقاء بهذه الصناعة، باستقطاب الكثير من الكوادر للنهوض بهذا القطاع، من خلال إيجاد موائمة بين الواقع والتطلعات.
في زيارة «للدوحة «عاصمة قطر لم تتعدّ الثماني وأربعين ساعة .. كان الواقع المُشاهد في الفعاليات والتنظيم رائعاً .. ولا أبالغ لو قُلت أن دولة قطر تسير في هذا المجال بخطى ثابته مدروسة، تستفيد بالقُدرة القصوى في استقطاب كوكبة خليجية وعربية وأجنبية للنهوض بهذا القطاع، ولا نستغرب هذا المجهود إذا ما علمنا أن لقطر تحديا قادما من خلال استضافة أهم تجمّع عالمي «بطولة كأس العالم 2022» وهذه البطولة تستنزف الجهد والمال لدى الكثير من الدول فكيف بدولة نامية كـ..قطر ..!؟
الدوحة .. في سباق مع الزمن، وخلال عقد قادم ستتحوّل الكثير من التطلعات إلى واقع، هذا من ناحية البناء والاستعدادات اللوجيستية، ويُكمّل هذه المنظومة .. القدرات البشرية القادرة على قيادة الدفّة لواحد من اكبر أساطيل التنمية التي تشهدها المنطقة في ظل مُتابعة مستمرة من الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر، والذي دعم هذا التوجّه بشكل مُباشر؛ لكي يتماهى الواقع مع التطلعات التي تعقدها دول العالم وتترقّبها في ذلك اليوم.
إذن: نحن أمام اختبار حقيقي يتم التمهيد له خلال عشر سنوات حتى الموعد المرتقب، وخلال هذا العقد سيواجه الاخوة في قطر الكثير من الاختبارات الصعبة للخروج بأفضل سيناريو يمكن تقديمه للعالم .. وإذا آمنا أن الخبرات هي عبارة عن أخطاء تم تصحيحها بالوقت المناسب، فتحوّلت السلبية إلى ركيزة ننطلق منها إلى الإيجابية، في توظيف النقد البناء إلى قراءة لما قبل وبعد النقد للوصول إلى نتائج مستقبلية لا تترك للحظ مجالاً في اختطاف المجهودات .. وعدم الرُكون إلى الحظ .. يُذكّرني عندما انقطعت أنفاسنا ونحن نراقب الشاب الشيخ محمد بن حمد آل ثاني وهو يمتطي جواده ويحمل شعلة الألعاب الآسيوية وينطلق فوق جواده إلى ما يُقارب 120متراً علي المدرجات محاولاً الوصول إلي الشعلة لدورة الألعاب الآسيوية، في ذلك المشهد حُبست الأنفاس قبل عشرة أمتار من نهاية المدرّج، حين تلاشت قوة الحصان، أمام تعاظم إصرار الفارس على استنهاض همة جواده، تقدم الجواد ببطء .. تُرافقه دعوات الجميع حتى وصل النهاية، فلم نشعر إلاّ أن قفزنا من مقاعدنا مُهلّلين بانتصاره الذي كان مزروعاً داخل كُل خليجي –تحديداً- وأكاد أجزم أنه بدأ عناق عفوي في كل مكان ومن كل مُتابع لهذا المشهد، والذي كان تأكيداً للعالم أننا –في الخليج- قادرون على إتقان لعبة التحدي لأن الهدف هو المُبتغى.
لا نحتاج إلى الحظ في مثل هذه المواقف، بقدر ما نحتاج إلى العمل المتواصل بشكل احترافي ومرسوم بطريقة تتواءم مع المعطيات المتوفّرة، وتوفير ما نستطيع للنهوض بالتطلعات إلى أقصى ما نستطيع، وتجربة قطر في هذا المجال تستدعي التطبيق على المستوى الخليجي على أقل تقدير، وقد وقفت على هذه التجربة من خلال اكتشاف احدى الطاقات الخليجية الرائعة في المجال السياحي والاستفادة من خبراته في تحقيق هذا التطلعات، ألا وهو الدكتور محمد الحبسي –عُماني- في الهيئة القطـرية العامة للسياحة في دولة قطر .. يتحقّق على يديه أحدُ تلك المشاهد التي نأمل باستنساخها في دول الخليج كافة، فنحن نعيش ولله الحمد توأمة اجتماعية فكرية ثقافية وأكثر من ذلك.. قادتنا - حفظهم الله - يُعزّزون ويؤصلون فينا هذه التوأمة، حتى أصبحت واقعاً نعيشه ونتعايش معه في كُل دولة خليجية، لأن النهضة الخليجية بخيراتها وخططها التنموية المستقبلية هي أهم محك للمواطن الخليجي، لتطبيق خبراته على أرض الواقع مع الاستفادة من الخبرات العربية والعالمية والتي تأخذ بالقياديين لدينا إلى التطبيق الفعلي لما توصّلت إليه آخر التطبيقات والخطط في هذا المجال.
تعليقات