الديموقراطية الحقيقية هى الحل، برأى الفزيع، ولا نريد حكومة شعبية الآن

زاوية الكتاب

كتب 764 مشاهدات 0



الوطن

الحل

المحامي نواف سليمان الفزيع

حتى نعرف في أي مسار نحن متجهون وحتى نعرف أي حل هو المناسب لا مناص لنا الا العودة بالتاريخ الى الوراء.
هذا الجزء من العالم ما كان ليلفت انظار احد الا عندما خرجت منه الدعوة النبوية وخاتم الرسالات فخرجت على الدنيا الخلافة الاسلامية.
الدولة الاسلامية انشأها الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة والتي استمرت عاصمة للحكم في عهد الخلفاء الراشدين على الرغم من انتقال كبير تلى لمن هم جزء من مؤسسة الحكم الاسلامي بعد رفع حظر عمر الفاروق رضي الله عنه من بعد استشهاده لسفر كبار الصحابة فتوزعوا في ارجاء المعمورة بعيدا عن منطقة جلها صحراء.
أتى معاوية ليجعل عاصمة الحكم الاسلامي دمشق وهكذا توالت خلافات الدولة الاموية ومن ثم العباسية التي جعلتها في بغداد، الفاطميون نقلوها الى القاهرة، لتنتهي في اسطنبول مع العثمانيين.
وقتها كانت هذه المنطقة لا تشكل اي رافد استراتيجي سوى كونها حاضنة للكعبة الشريفة والمدينة المنورة اما خلاف ذلك فكانت صحراء تتنقل فيها القبائل وتتشكل قبائل جديدة مع صراعات هذه القبائل على الكلأ والماء من بعدما فقدت قيادة مركزية تكون مرجعاً لها كما في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وبحسب اعتبارات تواجد عاصمة الحكم آنذاك في منطقتنا.
العثمانيون وعبر حاكمهم في مصر محمد علي اقتحموا هذه الصحراء ليحكموا مكة والمدينة وكان عنصر السيطرة والصراع يلتفت لجزء اسمي بالحجاز يحتوي المدينتين والباقي كان صراعه ما بين آل سعود في دولتين سابقتين للدولة الاخيرة وبن رشيد.
بقي الساحل الخليجي شبه فارغ الا من تنقل لقبائل معينة، لكن القحط والمجاعة اللتين المتا بالجزيرة العربية دفعت بعوائل من بعض القبائل العربية للاستقرار في الساحل الخليجي.
تعلم اهل البر صنعة البحر ومع طلوع امبراطوريات جديدة وتماس مصالح جديدة.
الخليج اصبح رابطا بحريا مهما لاسطولين استعماريين البرتغالي والبريطاني فدفع الاثنين بدعم الانظمة الاسرية الحاكمة الموجودة كسبا لموقع قدم استراتيجي في هذه الموانئ المهمة في نظر ذاك الصراع.
الكويت من جانب آخر كانت قبل وبعد الحرب العالمية الاولى محط اهتمام بريطاني لما تمثله من موقع ملاصق للعراق العثمانية آنذاك ولموقف اسطنبول العثمانية المتحالفة مع الالمان في الحرب العالمية الاولى.
ظهر النفط وتغيرت نظرة المصالح البريطانية لتصبح اشد حتى بعد سقوط الدولة العثمانية لينتقل الصراع الى صراع روسي بريطاني بما سمى بالسعي الروسي للمياه الدافئة.
اتت الحرب العالمية الثانية لتحل محل الامبراطورية البريطانية امبراطورية الولايات المتحدة التي تزعمت حربا عالمية ثالثة باردة ضد الاتحاد السوفييتي.
ايضا هنا برز دور محوري للانظمة الموجودة فهي حامية للمصالح النفطية الغربية وفي نفس الوقت حليف للانظمة الغربية ضد التوسع السوفييتي عبر دعم الثورات الشيوعية او المتأثرة بها في كل العالم.
هنا الغرب كان يملك رفاهية غض النظر عن الديكتاتورية وتركيز الثورات في فئة من الناس المنتمين بالقرابة او الولاء لهذه الانظمة.
سقط الاتحاد السوفييتي وسقطت منظومة الدول الشيوعية ليأتي صدام حسين بغزو للكويت وبواقع سياسي متغير.
راح الغزو وسقط صدام ليعقبه نظام زين العابدين ثم نظام حسني مبارك ونظام معمر القذافي واليمن وسورية في الطريق.
الصراع الاسرائيلي العربي ما عاد من اولويات الاجيال الحالية.
هذه الاجيال التي مرت بمرحلة تغريب مهم خلال 30 عاما استوعبت فيها الثقافة الغربية عبر اعداد هائلة درست في الولايات المتحدة ونقلت خيارا اجتماعيا وسياسيا مختلفا لابنائها والأخيران هم من حركوا الشباب المصري لا ابناء الفلاحين او عمال المصانع وكذا الحال في تونس ولربما في سورية.
هذه الاجيال هي اليوم موجودة بنفس الاثر والتأثر في منطقتنا.
الانظمة الغربية اليوم ما عادت في مواجهة مع معسكر اشتراكي فيها هي الصين معقل الشيوعية الثاني والباقي اكبر دائن لأكبر قوة عسكرية وسياسية بالعالم (أمريكا).
اليوم أمريكا والغرب رويدا رويداً يتحلل من مصالح كان يراها سبباً لغض النطر عن اي ديكتاتورية وتركيز الثروات في الانظمة في فئة قليلة وتمادي الفساد.
اليوم أمريكا لا تزال جريحة من هجوم في عقر دارها من قبل شباب في المنطقة امتلكوا الثراء ولكنهم حرموا من حقوقهم السياسية، هذه الأمريكا ترى الأمور بمنظور مختلف.
في سنة سقطت انظمة ضخمة بالحجم والعدد والقوة ومن نفخ في مبنى فأسقطه عاجز عن عشيش!
الحل لا يكمن في زيادات ولا كوادر الشباب اليوم مطالبهم في شأن مستقبل هم جزء منه.
الحل يكمن في واقعية اصحاب القرار هذا إن كانوا يريدون موقعا تاريخيا وإن كانوا يريدون استمرارية.
الحل في ديموقراطية حقيقية، لا نريد حكومة شعبية الآن بدون تنظيم حزبي وفق قانون فليأت التنظيم الحزبي بقانون وقانون لاستقلال السلطة القضائية وقانون لإنشاء هيئة مستقلة لمراقبة الانتخابات تضمن عدم اقحام مال سياسي او تجاري او فرعيات طائفية او قبلية في موزارة انتخابات بالقوائم وبتوزيع دوائر عادل وعبر قانون ايضا.
بغير هذا وصدقوا كلامنا اننا في القادم من الايام في مهب الريح، الشباب قادمون عاجلا ام اجلا، اما ان تضع الحكومة يدها معهم في حقيقة مخاوفهم على مستقبل البلد وتنظر الى ان سنة الحياة هي التغيير وان من لا يتواءم مع سنة التغيير يسقط معاه.. التاريخ هكذا علمنا.


المحامي نواف سليمان الفزيع

تعليقات

اكتب تعليقك