ابن العلقمي في الكويت ؟!

زاوية الكتاب

حتى لايعيد التاريخ نفسه. الخنة يدعو إلى تحصين البلد من ابن علقمي آخر

كتب 5115 مشاهدات 0

فهد الخنة

 

الوطن

من وحي الخاطر

ابن العلقمي والكويت

د.فهد صالح الخنـة

«وصل هولاكو خان بجنوده التتر الفاجرة الظالمة الغاشمة..وجيوش بغداد في غاية الغفلة ونهاية الذلة لا يبلغون عشرة آلاف فارس وذلك كله عن آراء الوزير ابن العلقمي وهو أول من برز الى التتار بأهله وأصحابه وخدمه وحشمه فاجتمع بالسلطان هولاكو خان لعنه الله ثم عاد فأشار على الخليفة بالخروج فخرج الخليفة الى (هولاكو) في سبعمائة راكب من القضاة والفقهاء والصوفية ورؤوس الأمراء والدولة والأعيان، فلما اقتربوا اخذوا الخليفة وسبع عشرة نفساً وانزل الباقون عن مراكبهم ونهبت وقتلوا عن آخرهم.
وحسَّن ابن العلقمي ونصير الدين الطوسى لهولاكو قتل الخليفة فقتله ومالوا على البلد فقتلوا من قدروا عليه من الرجال والنساء والولدان والمشايخ والكهول والشبان ودخل كثير من الناس في الآبار وأماكن الحشوش وقنى الوسخ وكمنوا أياماً لا يظهرون ويقتلون من في الأسطح حتى جرت الميازيب من الدماء وفي الأزقة فانا لله وانا اليه راجعون وكذلك في المساجد والجوامع والربط، ولم ينج منهم احد سوى أهل الذمة من اليهود والنصارى.
وعادت بغداد بعدما كانت انس المدن كلها كأنها خراب ليس فيها الا القليل من الناس وهم في خوف وجوع وذلة وقلة وكان الوزير ابن العلقمي قبل هذه الحادثة يجتهد في صرف الجيوش واسقاط أساميهم من الديوان فكانت العساكر في آخر أيام المستنصر قريبا من مائة ألف مقاتل منهم من الأمراء من هو كالملوك الأكابر الأكاسر فلم يزل يجتهد في تقليلهم الى ان لم يبق سوى عشرة آلاف، ثم كاتب التتار وأطمعهم في اخذ البلاد وسهل عليهم ذلك وحكى لهم حقيقة الحال وكشف لهم ضعف الرجال، وذلك كله طمعاً منه ان يزيل السنة بالكلية وان يظهر البدعة.
وقد اختلف الناس في كمية من قتل ببغداد من المسلمين في هذه الواقعة، فقيل ثمانمائة ألف- وقيل ألف وثمانمائة ألف -وقيل الفي ألف نفس فانا لله وانا اليه راجعون ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
ولما انقضى الأمر المقدر وانقضت الأربعون يوماً بقيت بغداد خاوية على عروشها ليس بها احد الا الشاذ من الناس والقتلى في الطرقات كالتلول وقد سقط عليهم المطر فتغيرت صورهم وأنتنت من جيفهم البلد وتغير الهواء فحصل بسببه الوباء الشديد حتى تعدى وسرى في الهواء الى بلاد الشام فمات خلق كثير من تغير الجو وفساد الريح فاجتمع على الناس الغلاء والبلاء والفناء والطعن والطاعون فانا لله وانا اليه راجعون ولما نودي ببغداد بالأمان خرج من تحت الأرض من كان بالمطامير والقنى والمقابر كأنهم الموتى اذا نبشوا من قبورهم وقد أنكر بعضهم بعضاً فلا يعرف الوالد ولده ولا الأخ أخاه وأخذهم الوباء الشديد فتفانوا وتلاحقوا بمن سبقهم من القتلى واجتمعوا تحت الثرى بأمر الذي يعلم السر وأخفى.
قلت: مليوني مسلم قتلوا شر قتلة رجالا ونساء وأطفالاً مذبحة جماعية لم يحصل قبلها في التاريخ ولا بعدها ومئات العلماء والمفتين والقضاة والأمراء واحتلت بلادهم وتسلط عليهم التتار والخونة وأصبحت بغداد بعدما كانت انس المدن وأجملها وأغناها وأزهاها أصبحت خراباً كل ذلك من ابن العلقمي وغفلة الناس أو تغافلهم وكذلك وضع الخليفة بن العلقمي الخائن وزيراً فاعمل فيهم الخيانة وتحالف مع أعداء المسلمين شفاء لحقده الدفين والناس غافلة أو متغافلة فكان ما كان اليس في ذلك عبرة لنا حتى نحصن البلد من ابن علقمي آخر يلتصق بأصحاب القرار ويخدعهم باظهاره من المودة خلاف ما يبطن من الحقد عليهم وعلينا، ليبدأ في تنفيذ أجندته التي هي نهاية لدولتنا وفناء لشعبنا ونترك التاريخ يعيد نفسه أم نعمل لقطع الطريق عليهم حتى نحمي بلادنا وديننا ومجتمعنا من خطر يتفاقم علينا نسأل الله ان ينور بصائرنا ويلهمنا رشدنا.
ومن قدر الله ان بدأ البلاء بالخليفة والعلماء والمفتين والقضاة والأمراء أولاً فهم أول من قتل ثم مالوا على العامة والناس وأفنوهم رحمهم الله جميعاً وعفا عنهم وعنا وعافنا من بلائهم.
قال جل وعلا {الذين طغوا في البلاد، فأكثروا فيها الفساد، فصب عليهم ربك سوط عذاب، ان ربك لبالمرصاد} وقال صلى الله عليه وسلم «ان النَّاسَ اذَا رَأَوُا الظَّالِمَ فَلَمْ يَأْخُذُوا عَلَى يَدَيْهِ أَوْشَكَ ان يَعُمَّهُمُ اللَّهُ بِعِقَابٍ»والله الهادي الى سواء السبيل والمستعان وعليه التكلان،، ،

د.فهد صالح الخنه

 

الوطن- مقال اليوم

تعليقات

اكتب تعليقك