كادر المعلمين مستحق لأن الأستثمار في مجال التعليم انجح الاستثمارات برأي الدكتور عبدالله الغريب

الاقتصاد الآن

2348 مشاهدات 0

د.عبدالله الغريب

الدول ترتقي بالمال والتعليم، «فبالمال والعلم يبني الناس ملكهم*لم يبن ملك على جهل وإقلال»، فالولايات المتحدة وبقية الدول الأوروبية والدول الصناعية مثل اليابان، والصين لم ترتق إلا بعد اهتمامها بالدرجة الأولى بالعلم والعلماء، حيث جعل هؤلاء المعلم في مقدمة الركب وفي المرتبة الأولى في المجتمع الذي يعيشون فيه، وهذا هو شأن المعلم في اليابان وأميركا وانجلترا وأغلب دول العالم المتحضر، لأنه عن طريق المعلم يتخرج الأطباء والمهندسون والعسكريون، وغيرهم، بسبب ذلك اهتمت الدول بالمعلمين، وأغدقت عليهم الأموال والرواتب المناسبة نظير جهودهم، حيث إن الاستثمار في مجال التعليم يعد من انجح الاستثمارات، في العالم، وهذا هوشأن اغلب الدول الصناعية في العالم، حيث ان الدول الصناعية تنفق تقريبا ما يقارب 50 في المئة من دخلها على التعليم والقائمين عليه، مع اهتمامها الزائد بمدرس المرحلة الابتدائية، حيث يتقاضى مدرس المرحلة الابتدائية مثلا في اليابان وانجلترا راتبا يعادل أو أكثر من راتب الدكتور في الجامعة، لذلك لا نجد مدرساً في المرحلة الابتدائية في هذه الدول يعطي دروساً خصوصية بسبب ارتفاع راتبه، في المقابل يبذل المدرس مجهودا مضاعفا في الفصل من أجل الطلاب، وتنمية البلد، بسبب ذلك لا نجد طالباً يرسب في المرحلة الابتدائية بسبب مجهود المعلم، ونشاطه وجودة تعليمه في الفصل، فما تقوم به الدولة عندنا من الإنفاق على التعليم لا يعد كثيرا مقارنة بما تقوم به الدول الصناعية في العالم، هذا من جانب المعلم ومجهوده في الفصل.
أما من جانب الراتب والكادر الذي أقر في الفترة الاخيرة والموافقة عليه، فهذا مستحق لهم يا وزير التربية لأنك لا تعرف ما يدور في الإدارات المدرسية من تعسف وظلم للمعلمين، ومن يعرف الإدارات المدرسية يقر ويوافق على الكادر دون تردد لان المعلم يستحق الزيادة دون تدخل الادارات المدرسية في قيمة الاستحقاق وقيمة الزيادة لمن تكون، صحيح أن هناك بعض المعلمين ليسوا في مستوى بقية المعلمين، ولكن نقول إن هذا ينطبق على موظفي شركات النفط والسلك العسكري ودكاترة الجامعة وهذا موجود فى كل مكان، كذلك وضع وتقدير الزيادة والاستحقاق في يد مديري ونظار المدارس فيه إجحاف كبير وكبير جدا وتعسف وظلم للهيئة التدريسية والموظفين. أقول ذلك حسب خبرتي كمدرس وكعضو هيئة تدريس ومسؤول في مجال التربية والتعليم ومسؤول عن مدارس البنين والبنات لأكثر من 28 سنة عرفت حقيقة معاناة المعلمين من بعض الادارات المدرسية وتدخلاتهم في وضع الدرجات وغياب الطلاب وامور اخرى لا مجال للحديث عنها الان وهكذا، فمن يكن قريباً من الناظر أو المدير فان التسهيلات تقدم له حتى لو لم يعمل بجد، ومن لا يقدم السمع والطاعة للمدير أو للناظر فان مصيره الإهمال، وعدم التقدير حتى ولو كان الأفضل أو من الممتازين، فالشللية معروفة في أغلب المدارس مع الأسف إلا ما ندر، لذلك نقول بعد هذه الخبرة الطويلة في مجال التربية «إن تقدير قيمة إعطاء المال والزيادة بيد النظار والمديرين فيه ظلم للمعلم» لذا على وزير التربية الاقتناع بأن تكون الزيادة للجميع، ومن لا يعمل بجد يمكن معاقبته على عمله ولا يجوز تعميم عدم عمل القلة على الأكثرية العاملة.

جريدة الدار

تعليقات

اكتب تعليقك