لا تسرقوا الكويت فهي أمانة ولقد وقت بكم بقلم أنوار عبدالرحمن
الاقتصاد الآننوفمبر 29, 2011, 9:45 ص 506 مشاهدات 0
عندما نتكلم عما نشاهده في بلدان العالم من تطور رغم تدني المستوى المادي في بعض البلدان، نترحم على بلدنا الصغير في حجمه والذي أكرمه الله بالمستوى المادي المرتفع أن يكون أقل إنتاجا وأقل تنمية حتى من بين أشقائه في دول الخليج العربي. وإذا نظرنا إلى الكويت في الثمانينيات كمثال، كيف كان يضرب بها المثل في التقدم والنماء، فيكفي أنها كانت تسمى عروس الخليج، وانها منارة للإبداع الثقافي والفني في كل مجالاته، كانت الكويت بجميع مرافقها الحكومية وغير الحكومية تعمل كخلية نحل من أجل هذا الوطن، وتطوره وتقدمه، وهذا ما أعطى الإنسان الكويتي مجالا للإبداع وحرية التعبير عن رأيه والثقة والاعتزاز بنفسه، أما اليوم فلا نرى أي نتاج أو نجاح يذكر إلا من جانب عمل الأفراد، واسم الكويت لا يرتفع إلا بسواعد هؤلاء الذين يشعرون بعمق انتمائهم وروح العطاء في نفوسهم، ورغم ذلك فالإعلام نادرا ما يذكر نجاحاتهم، والحكومة لا تقدر إبداعاتهم، وكأن هذه الأعمال المتميزة والناجحة التي يقدمها هؤلاء الأفراد، لا قيمة لها، فالذي يعمل كالذي لا يعمل، والذي ينتج كالذي لا ينتج، والذي يبدع كالذي لا يفكر أبدا، فالمستوى واحد، والوضع نفسه لا يتغير وكأن الأمور توحي لنا بأن نقبل بكل شيء وبكل وضع، ولا ألوم كل كويتي عندما يشعر بالإحباط من حكومته، ويذهب خارج البلاد ليقدم كل ما عنده من إبداع وفكر، ويستفيد منها البعيد والغريب، وهذا ما أدى إلى التخبط في القرارات والمعاملات والتعامل مع المشاكل والأزمات، فالفوضى في كل شيء وفي كل مكان، والأصوات ترتفع والآذان مغلقة، والحلول معطلة تحتاج إلى أشهر طويلة تقلب فيها الأوراق أو تترك جانبا حتى يفرج عليها.
الكويت وطن كبير، شمسه مشرقة، دافئ في حبه وكريم في عطائه، لا تحجموا من تقدمه ونجاحه، ولا تحاولوا إطفاء شمسه وحجب نهاره، فهو يحيا على حب أفراده، فلا تسرقوه وهو الذي وثق بحمايتكم، ولا تطعنوه وهو الذي صدق بوفائكم.. فيا أهلي ويا حكومتي، إن الكويت أمانة في أعناقكم.. أمانة في أعناقكم.
تعليقات