على المانيا ان تنقذ اليورو فهي مستفيدة من وجوده ايضا برأي سباستيان ملابي
الاقتصاد الآننوفمبر 29, 2011, 10:23 ص 4995 مشاهدات 0
حاولت ألمانيا في الأشهر الثمانية عشرة الماضية كل ما في وسعها للتهرب من المساهمة في حماية اليورو. دفعت برلين الدول التي على حافة الإفلاس الى إجراءات التقشف، واستدعت مساعدة صندوق النقد الدولي، وحاولت رمي الكرة في ملعب الصين.
غير أن تلكم الحيل فشلت إلى الآن، واقتربت القارة الأوروبية من المخمصة ، بما فيها ألمانيا ذاتها التي عانت من الفشل في مزاد على السندات. لقد آن الأوان لألمانيا أن تقرر قطعياً كم ستتكلف لإنقاذ أوروبا. يستطيع الألمان أن يجيبوا عن ذلك إذا تخلصوا من إيمانهم بأسطورة معينة وفكروا في أن دول شمال أوروبا التي تحيط بالدول الجنوبية، تستفيد هي الأخرى من الاتحاد الأوروبي.
الأسطورة التي يؤمن بها الألمان تقول إن اليونانيين يتقاعدون في سن الخمسينات، وهم يكذبون بشأن عجز ميزانيتهم ، ولذلك يغضب الألمان عندما يطالب اليونانيون بالمساعدة. غير أنه برغم تلك الصور الجوية لأحواض السباحة اليونانية التي لا تفرض عليها ضرائب، فإن استياء الدول الأوروبية الشمالية من كسل دول أوروبا الجنوبية، مبالغ فيه. الحقيقة أن ألمانيا تستفيد كثيرا من الاتحاد النقدي، ولا بد أن تتكلف أكثر من ذلك لإنقاذ هذا الاتحاد.
نقطة بسيطة بشأن سعر العملة. منذ 2009 شهدت الاقتصاديات المستقرة المفتوحة من البرازيل الى سويسرا تدفقا هائلا للأموال وضغطا يرفع من قيمة عملاتها. فإذا لم تكن ألمانيا عملتها اليورو، لسلكت عملتها مسلك الفرنك السويسري، وأفسدت قاعدة الصناعة التحويلية في قلب البلاد. في الفترة من اغسطس 2009 و مايو 2011 ارتفعت الصادرات الألمانية بنسبة 18 % ، والتقدير الحصيف يقول انها قد ترتفع 10 % فقط اذا لم تكن ألمانيا عضواً في الاتحاد النقدي الأوروبي.
وعلى العكس من ذلك اذا لم تكن دول أوروبا الجنوبية عضواً في الاتحاد النقدي لتراجعت قيمة عملاتها خلال الفترة المذكورة، وبدلاً من مواجهة صدمة مالية وأزمة في القدرة التنافسية، كانت تلك لتواجه الأولى فقط دون الثانية. فهذا الاتحاد النقدي الذي سبب ذلك لدول أوروبا الجنوبية، هو ذاته الاتحاد الذي سبب الطفرة الهائلة في الصادرات الألمانية. ولابد على الألمان أن يسهموا بقدر أكبر في إنقاذ الاتحاد النقدي بدلا من إلقاء اللوم على دول أوروبا الجنوبية.
فقد استفادت ألمانيا أكثر مما تصرح به من الاتحاد النقدي الأوروبي. وهناك تدفقات مالية في داخل الاتحاد الأوروبي ، لكنها ليست في اتجاه واحد. ألمانيا تسهم عن طريق الإنقاذ والتدفقات بين المناطق في أوروبا ، لكنها تحصل أيضا على منافع عن طريق التجارة والقنوات النقدية.
تعليقات