تعيش القبيلة وتسقط الدولة.. مصطفي الصراف منتقدا تظاهرات قصر العدل
زاوية الكتابكتب نوفمبر 30, 2011, 12:23 ص 1397 مشاهدات 0
القبس
تعيش القبيلة وتسقط الدولة
كتب مصطفى الصراف :
نظام الحكم في الدول المعاصرة، ومن ضمنها الكويت، وفق ما جاء في المادة 50 من الدستور، يقوم على اساس فصل السلطات الثلاث: التشريعية، والتنفيذية، والقضائية، مع تعاونها. وفي «حقبة الردة القانونية» في الكويت كما تداولتها في مقالتي السابقة، بدأ النظام القبلي يطل برأسه ثانية منذ بداية مجلس عام 1981، وراح نظام القبيلة يرفع رأسه حتى بدأ هجومه على السلطة التنفيذية، ممثلة بسمو رئيس مجلس الوزراء، وتوجيه الاستجوابات الوزارية الى سموه بدلا من توجيهها الى الوزراء المختصين، وذلك على الرغم من علم اولئك النواب بأن رئيس مجلس الوزراء لا تطرح الثقة فيه بسبب الاستجواب، بل ربما تؤدي الى حالة من عدم التعاون، فيرفع الامر الى سمو الامير، وسموه اما ان يقوم بحل مجلس الامة، واما بإقالة الحكومة وتشكيل حكومة اخرى، ولا شك ان الامرين كلاهما مر ومعيق للحياة التشريعية والقانونية والاجتماعية متى تكرر مرات ومرات كما حدث في السنوات الاخيرة، وهذا الامر اسقط هيبة الحكومة ونظام دولة المؤسسات، ويبدو ان ذلك هو الهدف من توجيه الاستجوابات الى سمو رئيس مجلس الوزراء، بل وتعدى الامر ذلك الى عدم الالتزام بتوجيهات صاحب السمو الامير. فتحقق لهم احد الاهداف وهو اسقاط هيبة السلطة التنفيذية. ثم تحولوا الى اسقاط هيبة السلطة التشريعية، وذلك بفرض القوانين القبلية وعرقلة القوانين التطويرية، وتلك المنادية بالمزيد من الحريات للمواطنين، كما جعلوا من قاعة مجلس الامة ساحة للتنابز بالألقاب والسباب والشتائم واشاعة الفوضى، حتى بلغ الامر الى المشاجرات والضرب بالعقل داخل القاعة، ولم يكفهم ذلك فقادوا الدهماء في مسيرات الى مجلس الامة واقتحموه وعبثوا به لإسقاط قدسيته، واسقاط هيبة السلطة التشريعية، ويتحقق بذلك الهدف الثاني. وها هم اليوم يتظاهرون امام قصر العدل محراب العدالة للحيلولة دون تطبيق القانون على مرتكبي الجرائم المخلة بأمن الدولة، في محاولة جازمة لإسقاط هيبة السلطة القضائية امام سلطان القبيلة، ويتحقق الهدف الثالث وبه تسود القبيلة وقانونها نظام الحكم في الكويت بدلا من نظام المؤسسات، بإسقاط السلطات الثلاث واسقاط الدولة، لتعيش القبيلة وتحكم البلاد بقانونها وليس بدستور الدولة القانونية التي كافحنا من اجل تحقيقها، ويجب تجنيد كل طاقاتنا لحمايتها. من عبث العابثين، او المسخرين ممن يضمرون الاساءة للكويت كوطن ومواطن، اذ لا يمكن ان يكون من يقوم بذلك الا مغرضا او جاهلا، وابعد ما يكون عن المواطن الصالح الذي يعمل للمصلحة العامة وحب الوطن.
مصطفى الصراف
تعليقات