امس كان عرس الكويت الثاني، لكن الكويت كانت غائبة، برأى الدعيج
زاوية الكتابكتب نوفمبر 30, 2011, 12:23 ص 1752 مشاهدات 0
القبس
.. عرست يوم الإثنين
كتب عبداللطيف الدعيج :
امس كان عرس الكويت الثاني، العرس الاول كان بعد التحرير في انتخابات غرفة تجارة وصناعة الكويت، الا ان المؤسف ان عرس امس (الاثنين) كان عرسا بلا عروس، فقد حضر الجميع... المعاريس تسعون ألفاً، حسب زعم المنظمين، او عشرون او ثلاثون ألفاً وفقا لمناوئيهم، والمعازيم ـــ لم يعن باحصائهم احد ـــ من جماعة «أمثل نفسي» مع الاعلاميين والمتفرجين... لكن لم تحضر العروس. فالكويت مع الاسف كانت غائبة يوم امس، ويبدو انها «راحت تلقط الجلّة». حضرت القبيلة بقوة، وهيمن الدين والتدين، تسيدت المصالح، واستمتعت الحناجر والاصوات العالية. لكن في رأيي الكويت كانت غائبة، الكويت ومستقبلها، بل حتى حاضرها لم يكن له وجود، ربما نجد العذر للحشد لأن التجمع اساسا كان لنصرة المحتجزين... لكن يبقى ان للمحتجزين قضية، وان من حقنا نحن، او على الأقل المتفرجون ان يعرفوا لماذا هم محتجزون.
نواب المقاطعة كانوا ــــ مثل ما هم ــــ متوحشين، وصاحب المنطق والرأي السديد الوحيد كان نائبا سابقا، السيد وليد الجري، الحشد رغم انه حشد شباب كما يتم الزعم في كل مناسبة، فإن الاجواء والخطابات والاناشيد الدينية كانت اجواء «شيوخ»، وكان الشباب مغيبا وبقصد واضح، تماما كما تنبأت في مقال امس، «اليوم» مثل كل يوم كان للكبار، اما الشباب فـ«خاشينهم» للغد، طبعا الغد الذي لن يأتي ابدا، يوم امس الاول رغم ضجيجه وصخبه وكآبة مسحته الدينية، يبقى عرسا كويتيا عبّر فيه على ما يبدو اغلب الكويتيين عن شعورهم تجاه الاوضاع الحالية، زاد العرس بهجة انه مرّ بسلام وتحت رعاية ووصاية الاجهزة الامنية التي لم تتدخل او تحاول كالعادة تقييد حرية المحتشدين. قناة «الوطن» نقلت جو الارادة الى كل بيت، مضيفة احساسا بالأمن والثقة للموجودين والطمأنينة لمن يتابعونهم عبر نقلها المباشر لوقائع الحشد، سيارة النقل المباشر لتلفزيون الدولة اضفت بهجة وتأكيدا اكبر على سلمية الحشد والموقف الرسمي منه، يوم امس كان عرسا بلا موسيقى، واحتفالا بلا غناء، ولكنه كان عرسا كويتيا بغض النظر عن موقفنا منه.
عبداللطيف الدعيج
تعليقات