نبيل الفضل يغادر البلاد ويلعن تاريخ السعدون 'ألف لعنة'!

زاوية الكتاب

كتب 504 مشاهدات 0


لا ندعي اننا نستوعب كل تفاصيل مطالب الشباب الكويتي وطموحاته، ولكننا على ثقة بأنها مطالب متفرقة قد تجتمع في لحظة ما حول مطلب وقد تنفض عنه.
لذلك فإن تصايح «الشياب» بمطالب الشباب إنما هي المطالب التي يريدها «الشياب» في لحظة ما أو ظرف ما فيجيِّشون لها بعضاً من الشباب تحت شعارات براقة قد لا تمت لحقيقة الأهداف التي يريدها «الشياب» ولا الغايات التي تحمس لها الشباب. إنها لعبة الخداع اللفظي في دهاليز السياسة. وهي لعبة متبعة في كثير من الأقطار لأنها لعبة ناجحة على قدر قلة الوعي السياسي عند الجمهور.
ونحن إذ لا نستهين بمطالب الشباب الكويتي، خاصة الحياتية منها وما يشيع الاستقرار الاجتماعي والنفسي لهم، كما لا نعجز عن تفهم بعض المطالب السياسية لهؤلاء الشباب، فهم قبل كل شيء مواطنون حالهم حالنا وفرق السن بيننا لا يعطينا ميزة عليهم في الحقوق او الواجبات.
ولكن الذي لا شك فيه فإن الشباب وإن كان وقود الحياة واللهب الذي يدير ماكينة الأمم، إلا ان الشباب لم يحدث ان استلم دفة القيادة في اي أمة أو تاريخ إلا في حالة استثنائية تمثلت ربما في تاريخ الاسكندر الأكبر قديماً.. ومعمّر القذافي في العهد الحديث حيث تسلم الحكم وهو ابن 27 عاماً.
فالقيادة تحتاج إلى حنكة وخبرة وقدرات مصقولة بالتجارب والازمات، والقيادة تحتاج الى قرارات لا دخل للعواطف فيها، في حين ان الشباب يفتقد لهذه الخبرة ولا يمتلك الحنكة ولا التجربة، وهو بعد ذلك لم يتخلص بعد من تأثير الحماس العاطفي في تركيبته الجينية. وهذا لا يؤخذ على الشباب ولكنه يحد من احتمالات نجاحه في القيادة لو اوصلته الظروف إلى دفتها.
تعالوا وانظروا الى تجربة حية عايشناها عن قرب ومن قريب، ثورة الشباب المصري والاحلام الوردية التي صاحبتها عبر الشعارات الحالمة، ماذا آلت الحال في مصر بعدما قفز الشباب على دفة الحكم؟! سنلخصها بكلمة كمال الجنزوري المصري المخضرم والمرشح لرئاسة الحكومة الجديدة. انه يقول «مصر ستتحول الى صومال جديدة اذا استمر الوضع الحالي»!!
ثم لنقرأ ما كتبته صحيفة الاندبندنت البريطانية منذ يومين «الآمال التي كونتها الثورة المصرية تحولت الى تشاؤم».
هذه ثورة مصر التي قادها الاخوان وجعلوا وقودها وشعارها الشباب المتحمس لحياة أفضل.
لذلك فقد كنا نسمع بعض نواب العاهات من شاكلة (….) وغيره ممن كان يتغنى بالربيع العربي، ولكنه اليوم يصمت صمت الحملان او الغربان لا فرق، لان الربيع العربي تحول الى مجاعة وافلاس على ارضه.
المشكلة الاخرى في شباب العرب والشباب الكويتي بالذات ان إعداده العلمي أو الدراسي إعداد ضعيف ان لم نقل اعدادا منحدراً تدل عليه مخرجات التعليم الذي تسيطر عليه كوادر حدس، كما يدل عليه العدد المهول من الشهادات المضروبة والرسائل الاكاديمية الدكاكينية، حتى اصبح حملة الدكتوراه عندنا أكثر من الهم على القلب.
ورغم كل احترامنا لابنائنا الشباب وقبولنا بأخطائهم وتحملنا لهفواتهم لانها هفوات واخطاء قد مررنا بها نحن وجيلنا قبلهم عندما بنينا آمالنا وبذلنا جهدنا في مناصرة زعيم ورقي اسمه جمال عبدالناصر.
رغم هذا فليس امامنا الا الاعتراف بأن الذين تجمعوا مساء الاثنين قد كان اغلبهم من المراهقين وليس من الشباب. وهناك فرق كبير بين الشباب والمراهقين.
لماذا مراهقين؟!
لقد دهشنا للجمهور والحضور وهم يستمعون بخشوع ودون اعتراض على كلمة العم بوعبدالعزيز الذي بدا واضحاً تعرضه للخبل. العم احمد السعدون قال «الشعب الكويتي قد بدأ يكتب تاريخه.»!. وهذا يعني ان الشعب الكويتي لم يكن يكتب تاريخه قبل هذه المرحلة او ليلة الاثنين!!.
واضاف «والشعب الكويتي باذن الله سيحدد اتجاهه»!!. أي ان الشعب الكويتي لم يكن له اتجاه محدد قبل كلمة السعدون!!.
واضاف كذلك «والشعب الكويتي ايضا سيكتب تعديل دستوره بشكل أفضل..»!!
ألف الف الف لعنة على الدجل والدجالين واهل الخبال ومن يسمع مثل هذا الكلام ولا يضع عقال من يقوله في عنقه على أرض ساحة القرادة!!.
تباً يا عم أحمد السعدون وألف لعنة على هكذا تاريخ. اليوم تقول بأن الشعب سيكتب تعديل دستوره؟! اليوم تعترف بضرورة تعديل الدستور بعدما كنت تخوِّن وتطعن في وطنية كل من يلمح إلى ضرورة تنقيح الدستور.
يا عم بو عبدالعزيز من «الخبل» الذي رفع شعار «إلا الدستور»؟! ومن الخائن الذي ظل ينعق بـ«لا لتنقيح الدستور» على مدى 30 عاماً؟! ومن المجرم الذي ظل يتهم الحكومات المتعاقبة دون دليل بأنها تسعى إلى تعديل الدستور؟! ومن الـ (….) الذي أشاع وحذر أن اللجوء للمحكمة الدستورية هو تعديل للدستور؟!.
ومن هو (الخبل) الذي انقلب على نفسه أمس وقرر حتمية وضرورة تعديل الدستور؟!
اسئلة نتركها لك وللمراهقين السذج ممن كان يصفق لك ببلاهة يا عم أحمد السعدون.

أعزاءنا

سنتحدث عن التعديلات الدستورية التي يريدها السعدون والذي لا نشك للحظة أن الحكم سيرضخ لها فلم يعد عنده نفس للمواجهة.
ولكننا نؤكد هنا بأن التاريخ سيسجل قريباً جداً بأن هذا الشعب الصغير الذي لم ينل منه صدام حسين، قد تمكن من تدميره ضمير الامة وضمير الدستور الخاوي. وانهما فوق تحقيقهما لاجندات اجنبية فقد تحولا - من حيث لا يشعران - الى معولي هدم وتقويض للحكم لمصلحة حدس واخوانها المنافقين.
< بدأنا نعتقد ان الافضل بالنسبة لنا ان نترك هموم الكويت ونتفرغ للسفر .. وايد ابرك.


نبيل الفضل

الوطن-مقال يفرض نفسه

تعليقات

اكتب تعليقك