خالد العوضي يرصد 5 حقائق من 'مليونية' الإثنين
زاوية الكتابكتب ديسمبر 3, 2011, 11:53 م 786 مشاهدات 0
القبس
مليونية كويتية
كتب خالد عبدالله العوضي :
يوم الاثنين الفائت - الموافق 28 نوفمبر 2011 - كان يوما تاريخيا بالنسبة إلى الكويت بكل المقاييس، فالاحداث التي سبقته مباشرة - واقصد استقالة حكومة سمو الشيخ ناصر المحمد - وتلك التي ستليه (أتوقع حل مجلس الامة) خير دليل على ذلك. فلقد زحف الكويتيون في هذا اليوم الى ساحة الارادة بشكل غير مسبوق، وباعداد فاقت كل التوقعات. فالساحة امتلأت عن بكرة ابيها بحضور اقدره شخصيا وبتحفظ ما بين 35 - 40 الف مواطن ومواطنة، قدموا اليها من كل حدب وصوب، ومن كل طيف ولون، لإيصال رسالة واحدة لا غير، مفادها ان النهج الذي كان مقبولا في السابق لادارة البلد لم يعد كذلك اليوم، وانه قد آن أوان تغييره. وحتى لا يكون مرورنا على هذه الليلة المليونية، نسبة الى مليونيات ميدان التحرير في مصر الشقيقة، مرور الكرام نستعرض الحقائق التالية:
اولا: قواعد اللعبة السياسية تغيرت، وكذلك ادواتها، واصبح الشارع يلعب دورا لا يقل اهمية عن الدور الذي يفترض ان يلعبه مجلس الامة، خاصة عندما تسلب ارادته كما رأينا أخيرا. فلولا الشارع لما رأينا تغيير الدوائر الى خمس، ولما شاهدنا حقوق المرأة تقر، واخيرا لما شاهدنا حكومة تستقيل ومجلس قد يُحل بين لحظة واخرى، فالشارع هو مصدر السلطات.
ثانيا: الشباب الكويتي سحب البساط من تحت الجميع، حتى صار بوعيه وتفكيره المتقدم هو من يقود الشارع، وكان ذلك جليا في الايام السابقة. فهنيئا للكويت بهؤلاء الشباب الذين لا يقودهم سوى مصلحة الكويت ومستقبلها.
ثالثا: التيارات الوطنية الطريق امامها طويل ووعر ان هي أرادت ان تستعيد الدور التاريخي الذي طالما لعبته في السابق. وهنا لا بد من الاشادة بالمحاولات الجادة التي يقوم بها كل من «المنبر» و«التحالف» و«التقدمي» في سبيل استعادة ذلك الدور.
رابعا: ازداد وعي الشارع السياسي الكويتي، بحيث لم تعد الكوادر والزيادات والمنح والتموين، التي يمن بها الوزير الراشد على الشعب الكويتي، تجدي نفعا في شراء الولاءات.
خامسا: ساحة الارادة سيذكرها التاريخ جنبا الى جنب ساحة الصفاة التي شهدت احداثا كثيرة خلال ثلاثينات القرن العشرين.
واخيرا، في تلك الليلة المليونية سألني أحد الاصدقاء عن توقعاتي فيما يخص مجلس الامة، وما اذا كان سيحل ام سيبقى؟ فأجبت بالحرف الواحد بأنه بعد هذه الرسالة الواضحة التي ارسلتها الجموع، لا اتوقع صدور اي قرار الا وفيه مصلحة الكويت، وبأن حل مجلس الامة مقابل .. مقبل لا محالة. حفظ الله الكويت من كل مكروه.
خالد عبدالله العوضي
تعليقات