اليوم تحل ذكرى كاظمة..بدر خالد البحر يُُذكرنا بها

القبس

زاوية حادة
ذكرى اختطاف «كاظمة»
كتب بدر خالد البحر :
 
نحمد الله أن كشف نصف الغمة برحيل الحكومة بلا رجعة، وندعو الله أن يرحل النصف الآخر من أعضائها المرتشين في المجلس، وعلينا اعطاء الرئيس الجديد فرصة، فنحن لا نعرفه جيداً ولم نعرف له أي انجاز حتى نقيمه عليه.
إن على الرئيس الجديد أن يثبت أن تضامنه مع الحكومة المستقيلة، كبعض الوزراء السابقين، كان بسبب الضغوط التي مورست عليه، وذلك من خلال اجتثاث الفساد وتحويل المرتشين للقضاء، كما نأمل منه ألا يعيد للوزارة أي وزير سواء كان شيخاً أو غيره ممن تحوم حولهم شبهة الاستيلاء على المال العام وعلى أملاك الدولة، لا سيما مبنى المجلس الأولمبي الآسيوي، حتى تبرأ ساحتهم.
***
في هذا اليوم نفسه من عام 1984، وبينما كانت طائرة الخطوط الجوية الكويتية «كاظمة» تتجه الى كراتشي، اختطفها ارهابيون من حزب الله واجبروها على الهبوط في مطار مشهد في ايران وطالبوا بإطلاق سراح ارهابيين معتقلين في الكويت بتهمة تفجيرات عدة عام 1983. يقول مساعد الطيار: تبين لنا أن ايران تعرف كل شيء عن العملية بعد اتصالنا مع برج المراقبة، وتعرفنا على قائد الارهابيين عماد مغنية، كما صعدت الى الطائرة بعد هبوطنا عناصر اضافية من الخاطفين مزودين بأسلحة كثيرة.
أحد المضيفين بالطائرة شاء القدر أن يكون أيضاً على متن «الجابرية» التي اختطفت عام 1988، يقول «ان صورة عماد مغنية لم تفارق عيني في كلتا الحادثتين، لا سيما حادثة قتله للدبلوماسيين الأميركيين في طائرة «كاظمة»، وقتله بدم بارد لأول راكب كويتي بــ «الجابرية»، ثم اقترابه مني بهدوء طالباً أن أحضر له كوباً من الشاي!».
انتهت عملية اختطاف الطائرة «كاظمة» بمسرحية نفذتها ايران باقتحام الطائرة وتحرير الرهائن ومن ثم عاد الخاطفون الى ربوع حزب الله في لبنان ليتدربوا بتمويل ايراني على عمليات ارهابية على أرض «الطوفة الهبيطة» الكويت، كان منها اختطاف «الجابرية» بعد أربعة أعوام.
والآن، وبعد رحيل حكومة الفساد، التي أنكرت التاريخ وأنكرت شهود العيان وأنكرت الأدلة وأحدثت جرحاً وشرخاً في قلوب الكويتيين عندما أعطت المدانين في حادثة تأبين مغنية مخرجاً مما فعلوه على لسان رئيسها آنذاك، والتي كتبنا عنها مقالات عدة حينها، فإننا نطالب الحكومة الجديدة ورئيسها بإعادة فتح ملف المتورطين في تأبين الملطخة يداه بدماء الكويتيين عماد مغنية.
***
إن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان.

بدر خالد البحر