ماذا يعني النظام ؟! - صالح الشايجي متسائلا ؟

زاوية الكتاب

كتب 980 مشاهدات 0


ماذا يعني النظام؟

صالح الشايجي

لابد من توسيع مفهوم كلمة «النظام» لتتجاوز مداها الصغير المحصورة فيه الآن ـ والذي يقتصر على الحاكم الرئيس والحكومة ـ لتشمل جميع الذين انخرطوا في العمل السياسي والمكونات السياسية كلها بما فيها المعارضة والاحزاب التي تناوئ الحكم ولكنها ـ في حقيقة الامر ـ جزء من النظام وتعمل تحت رايته وتتفيأ ظله ـ ولانها ومن خلال مشاركتها في الحياة السياسية ـ أسبغت الشرعية على النظام ومنحته الاهلية، وبذلك تكون جزءا من النظام وليست خارجه، ويتعين على الشعوب التي ثارت ضد انظمتها، في تونس ومصر وليبيا وسورية واليمن، عليها الا تكتفي باسقاط الرئيس ووزراء حكومته وتحاسبهم، دون ان تلتفت للآخرين الذين كانوا يقفون في صفوف المعارضة للنظام والذين يشكلون من خلال وجودهم في النظام السابق حجر الزاوية والعماد الاهم في النظام.

ان ادعاءات احزاب المعارضة والجماعات السياسية في مصر كحزب الوفد او جماعة الاخوان المسلمين او احزاب اليسار، بأنهم ضد النظام السابق هو كلام غير صحيح ومتهافت وادّعاء زائف يسوقونه بسبب عدم وضوح معنى النظام ولإيهام الشعب بأنهم يتحلون بالاخلاق الثورية والديموقراطية وهم المنغمسون في النظام السابق.

وما ينطبق على مصر ينسحب ايضا على تونس وليبيا حاليا وسورية واليمن مستقبلا.

فلقد وضعت هذه الاحزاب والجماعات السياسية نفسها في قلب النظام خلال مشاركتها السياسية مع انظمة غير شرعية وعدم شرعيتها يتجلى في ديمومة الرئاسة في شخص واحد يتولى ويحكم حتى الموت ويتصرف بالبلاد تصرفا فرديا، وبما يتوافق مع مصالحه ومزاجه، دون تداول للسلطة او انتخابات لتجديد الرئاسة، وهذا ما يخالف تماما ابسط قواعد الانظمة الجمهورية.

والذين ينخرطون في العمل السياسي في ظل مثل هذا الواقع هم في حقيقة الامر جزء من النظام القائم ومعترفون بشرعيته، ولا ينفصلون عنه قيد أنملة، وهذا ما يجب ان تتنبه له تلك الشعوب الثائرة في تونس ومصر وليبيا والتي اسقطت جزءا من انظمتها واحتفظت بالبقية كرموز للثورية والوطنية.

وان لم تتخلص هذه الشعوب من تلك الفلول والبقايا فان على ثوراتهم السلام.

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك