عن التدخلات القطرية في الشئون السياسية للكويت- يتناولها ذعار الرشيدي
زاوية الكتابكتب ديسمبر 6, 2011, 12:45 ص 1547 مشاهدات 0
قطر تتدخل في الشأن الداخلي الكويتي.. ولكن
ذعار الرشيدي
كلما ضرب زلزال سياسي في أي منطقة بالشرق الأوسط قالوا: «أين قطر؟»، في ثورة مصر قالوا ان الجزيرة والأذرع السياسية القطرية وإن لم تكن وراء الثورة المصرية إلا أنها أذكت نارها حتى أدت في النهاية إلى سقوط النظام المصري السابق، وأنه لولا قناة الجزيرة لما استمرت، وللأمانة إن حديث كهذا حديث ساذج، لسببين أولا مهما بلغت الوسيلة الإعلامية من قوة لا يمكنها أن تصنع ثورة، وفي مادة الإعلام (101) ومن مبادئ أساسيات الإعلان أن الوسائل الإعلامية تتابع الحدث ولا تصنعه ولا حتى يمكن أن تشارك بصناعته ولو استخدمت 30 قناة و1200 مراسل، «فهل سمعتم يوما عن صحيفة قتلت شخصا وتابعت تغطية أحداث الجريمة؟» المنطق هنا معووج وهو المنطق الذي يتحدث به المدعون بوقوف الجزيرة وراء الثورة، السبب الثاني أن الثورة المصرية انطلقت من صدر الداخل المصري وبموعد مسبق عبر مواقع التواصل الاجتماعية حتى قيل عنها انها أول ثورة في العالم تحدد تاريخا معلنا قبل انطلاقها بأشهر وهي الدعوات التي انطلقت على «الفيسبوك» للتظاهر 25 يناير، بل إن أغلب مواد الجزيرة الفيلمية وصلت إليها كما وصلت إلى قناة العربية وقنوات أخرى من مدونين وأشخاص قاموا بتحميل لقطات حصرية كحادثة دهس سيارة الأمن المركزي للمتظاهرين في القاهرة. قطر لا تملك الصدر المصري ولا تملك السيطرة على الفيسبوك ولا توجيه صدور الشباب المصري الموغلة بالرغبة في الحرية، وأما تحركات الأذرع السياسية اللاحقة للثورة فجاءت لضرورة سياسية تتطلبها المرحلة، أي أنها جاءت تبعا للمتغيرات ولم تصنع تلك المتغيرات كما يحب أن يشيع كثيرون. قطر كبلد أو بالأصح كشعب بريء براءة الذئب من دم ابن يعقوب من إشعال أو إذكاء نيران تلك الثورات، أو الزلازل السياسية، وكما قلت ان حتى التحركات السياسية للقيادة القطرية جاءت وفق المعطيات التي نتجت عن أو خلال تلك الثورات، وهي تحركات لا تختلف عن نهج أي من التحركات السياسية الأخرى لدول المنطقة ومن بينها الكويت والمملكة العربية السعودية والإمارات. وفي اتهام قطر بـ «العمالة» وفق نظرية مؤامرة التحرك الغربي المريب لدعم الثورات العربية ظلم كبير لقطر كدولة وفي ذات الوقت ظلم كبير للثورات العربية، ناهيك عن سذاجة اتهام كهذا يأتي غالبا على ألسنة مثقفين عرب يرفضوننا كخليجيين وليس فقط كقطريين بل ويعتبروننا أقل من أن نستحق الحياة كوننا مجرد شعوب «بترودولارية» كما يشيعون.
الشقيقة قطر لم تسلم كذلك من تهمة التدخل بالشأن الكويتي، وهو أمر من الغباء التحدث فيه ناهيك عن طرحة للنقاش أصلا كقضية حقيقية كما يروج معارضو المعارضة في الكويت، فلا دليل ولا قرينة ولا حتى رائحة اشتباه في اتهام كهذا.
الاخوة القطريون عفوا، ولكن بدءا من اليوم فإن أي هزة في أي بلد عربي ستلقى عليكم، ونصيحتي ارموها وراء ظهركم وتجاوزوا، واصنعوا بلدكم كما تحبون فجزء منا يغبطكم على إنجازات عالمية حققتموها بفترة قياسية نفخر بها كخليجيين قدر فخركم بها.
توضيح الواضح: نبارك للاخوة في قطر ذكرى اليوم الوطني لتولي مؤسس قطر الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني الحكم في البلاد الموافق 18 ديسمبر المقبل.
تعليقات