رجال الماضي الجميل بنوا اقتصاد البلد فهل يحذوا الأبناء حذوهم بقلم محمد الشيباني

الاقتصاد الآن

363 مشاهدات 0


ما إن تقرأ كتابا من الكتب التي ترجمت لرجالات ماضي هذا البلد الخيّـر المعطاء، أو وثيقة من الوثائق القديمة «عدسانية» كانت أو ما بعدها، أو مقالة سطرت في جريدة، مجلة قديمة وغيرها من المدونات القديمة والحديثة.. حتى تجد ما يذهلك من عجيب سجاياهم وفضائلهم وكريم أخلاقهم. ولا يقتصر ذلك على الكويتيين في ما بينهم، بل يسري ذلك على أهل الخليج والجزيرة العربية والعرب معا، بل والأجانب من الغربيين حين يسألون عن الكويتيين الكبار الفضلاء، فيقولون: هذا رجل صاحب ذمة، رجل كريم، فاضل، معدنه طيب، إنساني النزعة والخلق، انه مدرسة الحياة الواسعة، ذو حكمة ساحرة وشرف رفيع، ما في يديه ليس له ولا يفرق في العطاء بين هذا وذلك ومن جنسه أو غيره ومن دينه أو على غير دينه، كريم ابن كريم ابن كريم.
سبحان الله! لماذا كانت هذه أخلاق وطبائع الأولين الذين اشتهروا بها عند الداني والقاصي وفي الكويت وخارجها من سواحل العالم ودوله وناسه بل ومجتمعاته قاطبة؟! لقد عاش الكويتيون التجار والنواخذة وبحارة السفن الشراعية السّفار في عدن والهند في مناطقها المتنوعة وفي كراتشي ودول الخليج العربي وسواحل افريقيا الشرقية وموانئها ونيبار والبصرة، بل وصلوا في تجارتهم الى بورسودان وبربرة (الساحل الصومالي) وغيرها من الدول التي تعد بالعشرات، ولم يذكر من تاريخهم انهم قد سرقوا أو غشوا أو خدعوا أو أكلوا مال الناس بالباطل، بل حركوا اقتصادات تلك الدول ونقلوا البضائع من هنا وهناك وكانت سفن الكويت السفارة الى تلك السواحل والموانئ والدول تعد بالمئات، وقد سجلت اسماؤها في سجلات تلك الموانئ والدول، ولا ينسى نواخذة السفن الشراعية أو أولادهم أو أحفادهم أو أهل الكويت أولئك الرجال والأبطال، وتلك السفن المشهورة العظيمة مثل «البدري» و«الباز» و«فتح الخير» و«بيان» و«أمل الرحمن» و«السفينة مطيران» و«بستان» و«المهلب» و«السليماني» وغيرها كثير.
هؤلاء الذين قامت على ظهورهم كويت الأمس حتى صارت كويت اليوم، ينعم أهلها من جيل اليوم ببناء الرواد الأوائل، لقد بنوا الداخل والخارج ومن دون أجر إلا أجر الآخرة أولا، ثم أجر الدنيا، إن تم وحصل فقد يخرجون أكثر مما يدخرون ويوفرون لأن أيديهم سخاء يقولون بها هكذا وهكذا، فحفظ الله الكويت لهذا السبب الخير العظيم، فهي اليوم أمانة بيد الأحفاد الجيل الحاضر، الذي نأمل في أن يحذو حذو الآباء والأجداد في المحافظة على كويت المستقبل ويصونوها بالعلم والمعرفة والرزانة والهدوء، فهي كيانه وحاضره ومستقبله.. وأمة بلا كيان وحاضر ومستقبل أمة ضياع وتشرذم.. والله المستعان.

***
• السلامة.
«إذا سلم العود فالحال مردود»!

جريدة القبس

تعليقات

اكتب تعليقك