فصل الشتاء الغنيمة الباردة

منوعات

2372 مشاهدات 0


أن من نعم الله سبحانه وتعالى ان جعل للمسلمين مواسم تتنوع فيها العبادات وليالي وأيام يتنافس بها الطائعون قربة لله، ومن فضل الله علينا ان جعل للأرض فصولا ومواسم كالصيف والشتاء والخريف والربيع، فقد غادر فصل الصيف ونحن في موسم الشتاء ويأتي الخريف ومن ثم الربيع وهذه سنة الله في الحياة ولن تجد لسنة الله تبديلا.

كما ان من فضل الله سبحانه وتعالى علينا كمسلمين ان جعل مواسم المسلمين كلها خير، فعن ابن رجب قال (الشتاء ربيع المؤمن لأنه يرتع فيه في بساتين الطاعات، ويسرح في ميادين العبادات، وينزه قلبه في رياض الأعمال الميسرة فيه، ويصلح دين المؤمن في الشتاء بما تيسر له من طاعات، فإن المؤمن يقدر في الشتاء على صيام نهاره ومن غير مشقة، ولا كلفة تحصله له من  جوع ولا عطش، فإن نهاره قصير بارد، فلا يحس فيه بمشقة الصيام).

أما ليل الشتاء طويل، وأمره عجيب، وتتحقق فيه طاعات الله عز وجل حيث يتمكن المسلم من تحقيق عبادته ان ياخذ لنفسه من النوم ما يكفي ثم يقوم في ثلث الليل فيصلي قيام الليل ويقرأ القرآن، ويروى عن ابن مسعود رضي الله عنه انه قال (مرحبا بالشتاء تنزل فيه البركة، ويطول فيه الليل للقيام، ويقصر به النهار للصيام)، وعن الحسن البصري رحمه الله قال (نعم نُدمان المؤمن الشتاء، ليله طويل يقومه، ونهاره قصير يصومه'.

وعن عبيد بن عمير رحمه الله أنه كان إذا جاء الشتاء قال:' يا أهل القرآن طال ليلكم لقراءتكم فاقرؤوا وقصر النهار لصيامكم فصوموا، قيام ليل الشتاء يعدل صيام نهار الصيف'، ولهذا بكى معاذ رضي الله عنه عند موته وقال (إنما أبكي على ظمأ الهواجر وقيام ليل الشتاء ومزاحمة العلماء بالركب عند حلق الذكر).

ومن فضائل الشتاء انه يذكرنا بزمهرير جنهم ففي الحديث عند الشيخين وغيرهما عن النبي أنه قال: 'إن لجهنم نفسين نفساً في الشتاء ونفساً في الصيف، فأشد ما تجدون من البرد من زمهريرها، وأشد ما تجدون من الحر من سمومها)، كما انه يذكرنا بالآخرة، والدليل عليه فنبات الأرض واخضرارها بعد جفاف مدة من الزمن، حيث قال سبحانه وتعالى في سورة الحج ( وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ *ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ* وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَّا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَن فِي الْقُبُورِ) وقال سبحانه في سورة ق (وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء مُّبَارَكًا فَأَنبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ * وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ * رِزْقًا لِّلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّيْتًا كَذَلِكَ الْخُرُوجُ).

كما ان لله رخص في فصل الشتاء منها لبس الخفين بأن أعطانا الرخصة بمسح الخفين ففي حديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنه ، قال : كنت مع الرسول صلى الله عليه وسلم في سفر فتوضأ ، فأهويت لأنزع خفيه ، فقال : ' دعهما فإني أدخلتهما طاهرتين ' ومسح عليهما) رواه البخاري، حيث حددت المدة للمقيم يوم وليلة، وللمسافر ثلاثة أيام ولياليهن، وتبدأ هذه المدة من أول مرة مسح بعد الحدث إلى آخر المدة.

نسأل الله تعالى ان يتقبلنا ويغفر لنا ويرحمنا برحمته الواسعة.

الآن - تقرير

تعليقات

اكتب تعليقك