د.ناصر بهبهاني يحذر من مخاطر الغرف الإلكترونية المغلقة في الانتخابات

زاوية الكتاب

كتب 3037 مشاهدات 0


الأنباء غرف إلكترونية مغلقة للانتخابات! المشهد الانتخابي عندنا يتكرر بحذافيره في كل مرة يحصل فيها انتخابات لمجلس الأمة. ولكن مع ذلك لا نريد أن نستبق الأمور، وإن كنت أظن أن الأخطاء نفسها سوف تتكرر، فرغم وجود القوانين الرادعة، إلا أن التجاوزات والمخالفات تبقى قائمة، والسبب أن المسألة تتعلق بأخلاقيات العمل الديموقراطي، لأن ما يحدث في الغرف المغلقة لا تراه إلا عين الضمير. والغرف المغلقة، باتت رديفة للعمل السياسي في الكويت، وفي الانتخابات تحديدا، يحصل ان تكون هناك غرف مغلقة لها أغراض عديدة، بعضها يتعلق بالانتخابات الفرعية، وأخرى بشراء الأصوات، وثالثة بعقد تحالفات اللحظات الأخيرة. ولأن هذا الأسلوب التقليدي في إنشاء الغرف المغلقة أصبح مكشوفا، فإن هناك اليوم من لم تعجزه الحيلة، فأصبح يستخدم البديل الالكتروني، حيث يتردد أن بعض برامج التواصل الاجتماعي وعلى «الوتساب» خصوصا ان هذه الطريقة لا يمكن ضبطها قانونيا في الوقت الحالي على الأقل هذه الغرف المغلقة هي أول خطوة في مرحلة التأزيم التي تحصل بعد انعقاد دورات مجلس الأمة. لأن الذي يحصل فيها هو «ترتيب ظلامي» لا ينسجم وروح الديموقراطية الحقيقية، بل في هذه الغرف يتم طعن الديموقراطية في الظهر، والتآمر عليها، ثم الخروج منها بقرارات أشبه بمشروع أزمة مؤجلة ستنفجر في وقت لاحق. وحسب ما يلوح في الأفق، يبدو أن هذه الغرف الالكترونية، قد بدأت فعلا بالتشكل منذ اللحظة الأولى التي لاحت في الأفق بوادر حل مجلس الأمة. وما يحدث في هذه الغرف، هو تحايل غير مشروع على القوانين، واستخدام غير لائق لوسائل التكنولوجيا الحديثة، والذي يؤدي إلى حرمان أصحاب الكفاءات الذين لا يؤمنون بهيمنة العقل الجماعي سواء القبلي أو الطائفي أو العائلي على الفرد ولا يصلون على أضواء البرلمان، عبر أنفاق الأسلاك الالكترونية المعتمة.

تعليقات

اكتب تعليقك