بيان ترشيح للبرلمان'واضح وصريح' يعلنه حسين الراوي!!
زاوية الكتابكتب ديسمبر 16, 2011, 12:45 ص 2424 مشاهدات 0
الراى
حسين الراوي / أبعاد السطور / بيان ترشيح للبرلمان
بسم الله الرحمن الرحيم
عزيزي المواطن ابن دائرتي الكريم
السلام عليكم ورحمة الله
بعد مشاورات خاصة ومضنية وكثيرة بيني وبين نفسي، وبعد تفكير عميق كنت أكابده آناء الليل وأطراف النهار، قررت وأنا في كامل قواي العقلية والبدنية والنفسية أن أخوض انتخابات مجلس الأمة الكويتي، متوكلاً على الله تعالى.
كما يسرني أن أُطلعكم بكل وضوح وشفافية على خطتي التي سوف أطبقها في مسيرتي الانتخابية إلى حين يوم الاقتراع.
في البداية سوف أخوض الانتخابات الفرعية للقبيلة على الرغم من عدم مشروعيتها القانونية، لأن المصلحة الشخصية أهم من كل شيء والغاية تبرر الوسيلة!
وخوضي للانتخابات الفرعية ليس من أجل القبيلة ولا حباً فيها، بل من أجل أن أجد قاعدة متينة أتكئ عليها في رحلتي الانتخابية. وبعد أن أفوز في الانتخابات الفرعية للقبيلة سوف أبحث عن أي حزب أو تيار أرتمي في حضنه، وأنا ليس لديّ مشكلة في أن أكون يمينياً أو يسارياً أو شيوعياً أو اشتراكياً أو ليبرالياً، فالأهم عندي أن تزيد فُرصة نجاحي وأصل للبرلمان!
وفي أول ندوة سأُلقيها أمام أهالي دائرتي الانتخابية سوف أعقد حاجبيّ وأزم شفتيّ وأهدد المسؤولين في هذه البلاد بالويل والعذاب والثبور! وسألعلع بأعلى صوتي ضدهم، وسأصفهم بالخونة والمرتزقة، وسوف أفضحهم وأقول بأنهم هم سبب الغبار والحر وأنفلونزا الطيور، وسوف اشتم الشيوخ والرموز من أجل أن يشتد لي التصفيق ويرتفع لي الهُتاف، ويُعجب بي الكثير من الجمهور السُذج من أبناء دائرتي المساكين. وسوف أتحدث كثيراً عن الحياة الصعبة التي يعيشها الأخوة البدون بكل دجل، وسأتاجر بأحلامهم وآلامهم وأستعرض مشاكلهم وحاجياتهم الأساسية وحق بعضهم بالتجنيس، وسوف أطلق من أجلهم في الهواء الطلق وعودا وعهودا كثيرة، وسأرسم لهم أجمل الأحلام الوردية بالكلام المعسول وأنا أتظاهر بالبكاء، وسأصرخ كثيراً على الحكومة وأقذفها بأقبح الكلمات الرنانة، من أجل أن أكسب كل صوت انتخابي يهمه شأن البدون الغلابة!
وسأتطرق كذلك في ندواتي الانتخابية لغلاء الأسعار في البلاد، واحتياج موظفي الدولة للكوادر المالية، وسأقسم لهم بالله العظيم ثلاثاً وأنا أرفع إصبعي عالياً نحو السماء بأني سأقاتل بكل بسالة وشراسة من أجل أن تزيد معاشاتكم وتنتفخ كروشكم، وسأطالب بإسقاط القروض عن المواطنين، وكل هذا من أجل أن يرى المواطن الكحيان «فيني» أملاً في تنفسه الصعداء في معيشته.
وسأدغدغ مشاعر المرأة، وأطالب مساواتها بالرجل في كل شيء من الإبرة للصاروخ، وسوف أُحضر لها تلك الوجوه النسائية الإعلامية التي 24 ساعة تطلع في قنوات الردح الإعلامي، وسوف أطلب منهن أن يقدمن لنساء دائرتي أسخف ما يملكن من قناعات ومبادئ ومعلومات!
وبعد أن أفوز وأصل إلى كرسي مجلس الأمة الكويتي، سأتناسى كل شي قلته لكم، وسأتناسى كل يمين قطعتها أمامكم في ندواتي، وسأتناسى الوعود والعهود التي وعدتكم بها، وسأتغافل عن كل تلك الأحلام الوردية التي رسمتها لكم، وسأهرب عن تلك الوجوه البريئة التي احتشدت من أجلي وهتفت لي بحماس وصفقت لي بحرارة كلما وضعت إصبعي وضغطت على جروحها. سأترككم يا أبناء دائرتي بعد أن أصل للبرلمان، وسأهتم بنفسي وسأفكر بالطريقة الأسرع في توديع الفقر، وسأكون ملهوفا على تغيير ثيابي وسيارتي ومسكني وحذائي وهاتفي. ومن الطبيعي بأني سأتهرب من لقاء أهل دائرتي بعد نجاحي، ومن الطبيعي بأني لن أرد على اتصالاتهم الهاتفية، وسأنشغل في بناء عمارتين أو ثلاثة لأضمن بهما مستقبلي ومستقبل أولادي، وسأكون قبيضاً مخلصاً لمن يدفع لي، ولن أفكر في مصلحة البلاد ولا العِباد ولا تنمية ولا بطيخ، وفي حال انتميت لأي حزب أو تكتل فإنني سوف أسمع وأطيع لذلك الحزب والتكتل طاعةً عمياء في كل الأمور
ومن دون أي تفكير.
هذه هي خطة مسيرتي الانتخابية بكل صراحة ووضوح، فلا تبخلوا عليّ بأصواتكم فأنا محتاج من رأسي حتى قدميّ وأرهقتني الديون!
اللهم إني بلغت اللهم فاشهد!
حسين الراوي
تعليقات