بودستور يتوقع أن تشهد الانتخابات القادمة مفاجآت من العيار الثقيل
زاوية الكتابكتب ديسمبر 17, 2011, 12:52 ص 2117 مشاهدات 0
الوطن
جماعة «إلا الدستور» وصمت القبور
أحمد بودستور
قال الشاعر:
لا تأمن الخير من قوم وعودهم
تذوب مثل حصاة الملح في المطر
وطالب العون منهم عند شدته
كطالب الثلج من إبليس في سقر
الروائي الفرنسي مارسيل بروست له عبارة تقول «لقد قرعوا الابواب التي لا تفضي الى شيء» وهو ينطبق على جماعة الا الدستور التي اتضح ان صراخها وشعارها الذي ترفعه هو ضحك على الذقون واي شيء وان القضية مزاجية وليست مبدأ فإذا كانت الظروف والتجاوزات تنسجم مع مصالحها تصمت صمت القبور واذا كانت التجاوزات تتعارض مع مصالحها فهي تتصدى لها وتضحي بكل شيء.
منذ استقالة رئيس الوزراء سمو الشيخ ناصر المحمد وتكليف الشيخ جابر المبارك بمنصب رئيس الوزراء والبلد تعيش في فراغ دستوري بعد صدور مرسوم بحل مجلس الامة وهذا الفراغ يتمثل في غياب الحكومة وكذلك غياب مجلس الامة ورغم احتدام النقاش بين الخبراء القانونيين والدستوريين حول صحة او عدم صحة الاجراءات والمراسيم التي صدرت من الناحية الدستورية حيث كان رأي غالبية الخبراء القانونيين والدستوريين يرجح عدم دستورية المراسيم التي صدرت ما عدا ادارة الفتوى والتشريع وهذا يدل على ان هذه الادارة هي محام فاشل عن الحكومة وهي التي ورطتها في الازمة الاخيرة وهناك حاجة لإعادة النظر في هذه الادارة التي هي بحاجة الى نفضة ولكن الملفت هنا هو صمت جماعة الا الدستور خاصة زعيم التكتل النائب احمد السعدون والى الآن لم نسمع اي تصريح من المعارضة ومن جماعة الا الدستور رغم ان المخالفات الدستورية لازالت مستمرة فالمرسوم الذي صدر بتشكيل الحكومة الجديدة واداؤها القسم امام صاحب السمو امير البلاد ايضا تشوبهما شبهة دستورية حيث ان هذه الحكومة ينبغي ان تؤدي القسم امام مجلس الامة وايضا يكون احد وزرائها من اعضاء مجلس الامة وهو ما يسمى بالمحلل ولذلك المخرج الدستوري هو في سحب مرسوم الحل.
ان جماعة الا الدستور كانت تريد حل مجلس الامة بأسرع وقت وبأي طريقة حتى لو كانت مخالفة لنصوص الدستور لانها تعتقد ان الظروف مناسبة لها لزيادة عدد اعضائها باعتبار ان الاعضاء الذين اسمتهم «بالقبيضة» وهم الموالون للحكومة سوف يحترقون سياسيا وستشكل المعارضة الاغلبية في مجلس الامة.
ان صمت جماعة الا الدستور عن المخالفات الدستورية التي شابت حل مجلس الامة وتشكيل الحكومة الجديدة يؤكد زيف تلك الجماعة في تمسكها بالدستور وخداعها المستمر للمواطنين بشعار الا الدستور.
نعتقد ان الغالبية الصامتة لن تنطلي عليها الشعارات الزائفة وان الاقنعة قد سقطت عن الكثير من الوجوه سواء من القبيضة والذين تضخمت حساباتهم واستدعتهم النيابة العامة ولم تعد اسماؤهم خافية على احد وكذلك نواب الشارع الذين شاركوا في اقتحام مجلس الامة وايضا التكتل الوطني الذي كان وراء تسريب خبر الايداعات المليونية فكل هؤلاء النواب لا يمثلون الامة بل يمثلون عليها وآن الاوان حتى يحاسب الشعب الكويتي هؤلاء النواب.
ان الانتخابات البرلمانية القادمة ستشهد مفاجآت من العيار الثقيل وستكون نسبة التغيير كبيرة وانا شخصيا اتمنى ان تكون نسبة التغيير %100 حتى يكون لدينا مجلس امة جديد بدماء شابة ووجوه جديدة لانه لا قدر الله لو عادت الوجوه القديمة وخاصة نواب الشارع والتأزيم فكأنك يا بوزيد ما غزيت وسوف نرجع الى المربع الاول وسوف يضيع الوقت والجهد في المماحكات والاستجوابات وسوف تكون خطة التنمية في مهب الريح وتدخل البلد من جديد في نفق مظلم.
أحمد بودستور
تعليقات