د.المقاطع يطلب تصحيح الأوضاع الخاطئة دستوريا قبل فوات الأوان

زاوية الكتاب

كتب 2349 مشاهدات 0


 


القبس


الديوانية
تصحيح الإجراءات قبل فوات الأوان
كتب محمد عبدالمحسن المقاطع :
 
بات تصحيح الأوضاع الخاطئة دستوريا أمرا ملحا اليوم أكثر من أي وقت مضى، وهو إن تم فإنما يدل على الحكمة وبعد النظر والحنكة والفطنة لعواقب الأمر والتحسب للمستقبل، وليس في تدارك الأمور وتصحيحها إلا تدعيم لأسس الدولة القانونية والحفاظ على الدستور، وقد بدأت تتناقل الأخبار حول بدء هذا التوجه والسير به بخطوات محددة بدأت باللقاء والحديث مع بعض أعضاء مجلس الأمة لضمهم للوزارة حتى يصبح تشكيلها صحيحا، عندئذ ومن بعدها يتم المضي باستكمال ذلك بحل مجلس الأمة بناء على طلب وزارة قائمة دستوريا، وهو ما يكون استدراكا سليما للإجراءات غير الصحيحة التي تمت قبل ذلك.
إن إبعاد البلد عن دوامة دستورية قادمة وتجنيبه حالة الفوضى القانونية بسبب إجراءات يمكن تداركها بسهولة وفق ما أشرت إليه أعلاه، هو المصلحة الراجحة اليوم، فليس المطروح مسألة تتعلق بشخص حتى نقول حتى لو كان هناك خطأ فله أن يلجأ الى القضاء، فحين يتصل الأمر بالتأثير على البلد برمته ووضع انتخابات عامة تعبر فيها الأمة عن إرادتها، فلا يجوز أن نختار المقامرة بذلك وما سيلحقه ذلك من ضرر بالغ بالدولة وسلطاتها ومصلحتها العامة، وقد زودتنا الشريعة السمحة بمبدأ جوهري في هذا الخصوص وهو «دع ما يريبك إلى ما لا يريبك»، أي أنه لا نتهاون بذلك بل نقوم باتخاذ أحسن وأحوط الآراء بدلا من ترك ذلك للمقامرة والاحتمال، ويذهلني قول من يذكر دعوهم يذهبون للقضاء ولنسر على ما بدأناه باعتبار أن ذلك لن ينظره القضاء أو لأي سبب آخر، وهو يعني أنهم يعلمون أنه خطأ ويصرون على المضي به، وهي نصيحة تحتمي بما لا يجوز لها أن تحتمي به حتى تمرر رأيها وتدخل البلد في دوامة لا أحد يمكن له أن يعرف عواقبها.
هناك من يحاول أن يدافع عن رأيه ونصيحته التي قدمها للدولة والحكومة، وقد كان عليه أن يشير بتصحيح الوضع لا الإصرار على الخطأ وأمل قيامهم بذلك، لكن يهمني أن أقول للشيخ جابر المبارك رئيس الوزراء إن الوقت لم يفت حتى الآن وبإمكانك استدراك كل ذلك، وهو ما سيسجل لك في بداية عهدك في رئاسة الوزراء، إما بعهد تلاحقه المخالفات الدستورية والشبهات والطعون العديدة وربما أمور أخرى، أو بتصحيح ممكن ومتيسر، والوقت حتى هذه اللحظة معك ولمصلحتك لإنجاز ذلك قبل فوات الأوان والولوج بخطوات تجعل تدارك ذلك صعبا أو غير ممكن، وافتح لنفسك صفحة أساسها الحفاظ على الدستور مع الشعب وأعضاء المجلس القادم لتتجنب المساءلة وتحملك عبء مسؤولية نصيحة غير مسؤولة تدافع عن موقفها ونفسها ولا يهمها ما ستتورط به أنت في القادم من الأيام سياسيا وقانونيا.
إن مصلحة البلد فوق كل اعتبار والنصيحة بوقتها تؤتي أكلها، وتصحّيح الإجراءات شاهد على أن من هم في موقع المسؤولية لا ينتصرون لأشخاصهم بل للمصلحة العامة التي هي رائدهم، فالتصحيح الدستوري ممكن وسهل ولكن قبل فوات الأوان، وهو مازال بيد من له القرار.
اللهم إني بلغت،،

أ.د. محمد عبدالمحسن المقاطع

 

تعليقات

اكتب تعليقك